أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو طاهر إبراهيم بن حمزة ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ محمّد بن أحمد بن زرقويه ، ثنا أحمد بن سيدي ، نا الحسن بن علي ، ثنا إسماعيل بن عيسى ، ثنا أبو حذيفة ، قال : قال ابن عبّاس ـ وأحسبه ذكره عن مقاتل أو جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ)(١) يعني قوم شعيب ، قال : جاءت صيحة ، وذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال والأرض ، فخرجت أرواحهم من أبدانهم ، فذلك قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ)(٢) وذلك أنهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما وفزعوا لها فرجفت بهم الأرض ، فرمتهم ميتين ، يقول الله عزوجل : (أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ)(٣) يقول : ألا سحقا لهم.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، ثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأ أبو الفتح سليم بن أيوب (٤) الرازي الفقيه ، أنبأ أبو العباس أحمد بن محمّد البصير ، وأبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني ، قالا : ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، ثنا أبي وأبو زرعة ، قالا : ثنا هشام بن عمّار ، ثنا معاوية ـ يعني ابن يحيى أبو مطيع ـ ثنا جبلة بن عبد الله ، قال :
بعث الله عزوجل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفك بهم مغانيهم ، فألقى رجلا قائما يتلو كتاب الله عزوجل ، فهاله أن يهلكه فيمن يهلك ، قال : فرجع إلى المعراج فقال : اللهمّ أنت سبّوح قدّوس بعثتني إلى مدين لآفك مغانيهم فأصبت رجلا قائما يتلو كتاب الله عزوجل ، فهالني أن أهلكه فيمن أهلك (٥) ، فأوحى الله تعالى : ما أعرفني به ، هو فلان بن فلان فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي (٦) إلّا توارعا. وهذا لفظ أبي العباس.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، وأبو عبد الله محمّد بن عبد القادر الدوري ، قالا : أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الكوفي ، ثنا أبو حازم إبراهيم بن محمّد بن عبد الله الحضرمي
__________________
(١) سورة الحجر ، الآية : ٨٣.
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٩١.
(٣) سورة هود ، الآية : ٩٥.
(٤) بالأصل «الود» خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٤٥.
(٥) بالأصل : هلك.
(٦) في مختصر ابن منظور ١٠ / ٣١٣ عن محاربتي إلا موادعا.