٢٨٧٣ ـ صدقة بن يزيد
حكى عنه ابنه عبيد الله بن صدقة.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد الواسطي ، أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي ، قال : قرأت على أبي الحسن أحمد بن عمير الدمشقي ، حدّثكم عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشي ، نا محمّد بن الحسين ، قال العتكي : وقرأت على الحسن بن الحسين المقدسي ، حدّثكم إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا العمر بن عبد الرّحمن ، نا عبيد الله بن صدقة بن يزيد ، عن أبيه ، قال
نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض بناحية أطرابلس ، كذا قال إبراهيم بن الجنيد ـ قال أحمد بن عمير : أنطابلس ـ أحدها مكتوب عليه :
وكيف يلذّ العيش من هو موقن |
|
بأن المنايا بغتة ستعاجله |
وتسلبه ملكا عظيما ونخوة |
|
وتسكنه القبر الذي هو آهله |
وعلى القبر الثاني مكتوب :
وكيف يلذّ العيش من هو عالم |
|
بأن إله الخلق لا بدّ سائله |
فيأخذ منه ظلمه لعباده |
|
ويجزيه بالخير الذي هو فاعله |
وعلى القبر الثالث مكتوب :
وكيف يلذّ العيش من هو صائر |
|
إلى جدث تبلي الشباب منازله |
ويذهب حسن الوجه من بعد ضوئه |
|
سريعا وتبلى جسمه ومفاصله |
فإذا هي قبور مسنمة على قدر واحد ، بعضها إلى جنب بعض ، فنزلت بالقرب منها ، فقلت لشيخ بها : لقد رأيت عجبا ، قال : وما ذاك؟ قلت : هذه القبور ، قال : حدثها أعجب مما رأيت عليها ، قلت : فحدّثني ، قال : كانوا ثلاثة إخوة ، واحد (١) يصحب السلطان (٢) ويؤمّر على الجيوش والمدن ، وآخر تاجر مطاع في تجارته ، وآخر زاهد قد
__________________
(١) بالأصل : «وأخذ» ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٢) بالأصل : للسلطان.