أيّها الناس إنّا نحن أحقّ بهذا الأمر ، نحن شجرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبيضته التي انتقلت عنه ، ونحن ونحن ، فقال صعصعة : فأين بنو هاشم منكم؟ قال : نحن أسوس منهم ، وهم خير منا ، قال : أمرنا بالطاعة ، وقال فيها : إنا لكم جنّة ، قال : فقال صعصعة : فإذا احترقت الجنة فكيف نصنع؟ فقال : يا أيّها الناس ها إن هذا ترابي ، [فقال : إني ترابي](١) خلقت من التراب وإلى التراب أصير.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا أحمد.
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأ جدي أبو عبد الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن عوف ، أنبأ أبو العباس محمّد بن موسى ، أنبأ أبو بكر بن خريم (٢) ، نا هشام بن عمّار ، نا إبراهيم بن أعين ، نا إسماعيل بن يحيى الشيباني ، عن أبي سنان الشيباني ، عن عطاء بن أبي رباح :
أن صعصعة بن صوحان العبدي دخل على معاوية بن أبي سفيان فلم يسلّم عليه بالخلافة فقال له : ممن أنت؟ قال : من نزار ، قال : قال : وما نزار؟ قال : كان إذا غزا احتوش (٣) وإذا انصرف انكمش (٤) ، وإذا لقي افترش (٥) ، قال : فمن أيّ ولده أنت؟ قال : من ربيعة ، قال : وما ربيعة؟ قال : كان يغزو بالخيل ويغير بالليل ويجود بالنبل ، قال : فمن أي ولده أنت؟ قال : من أسد ، قال : وما أسد؟ قال : كان إذا طلب أقصى ، وإذا أدرك أرضى ، وإذا آب أنضى ، قال : فمن أي ولده أنت؟ قال : من دعمي ، قال : وما دعمي؟ قال : كان يطيل النجاد ، ويعد الجياد ، ويحيد الجلاد ، قال : فمن أي ولده أنت؟ قال : من أفصى ، قال : وما أفصى؟ قال : كان ينزل القارات ويحسن الغارات ، ويحمي الجارات ، قال : فمن أي ولده أنت؟ قال : من عبد القيس ، قال : وما عبد القيس؟ قال : أبطال ذادة ، حجاحجة سادة ، صناديد قادة ، قال : فمن أي ولده أنت؟ قال : من أفصى ، قال : وما أفصى؟ قال : كان يباشر القتال ، ويعاشر الأبطال ، ويبذر الأموال ، قال : ومن أي ولده أنت؟ قال : من عمرو ، قال : ومن عمرو؟ قال : كانوا يستعملون السيف
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور ١١ / ٨٧.
(٢) بالأصل : حريم ، والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ قريبا.
(٣) احتوش ، يقال احتوش القوم فلانا وتحاوشوه بينهم : جعلوه وسطهم (اللسان).
(٤) انكمش في أمره : جدّ.
(٥) في اللسان : فرش : لقي فلان فلانا فافترشه إذا صرعه.