٢٥٤ كيلومترا ، ومدوا خطا من التينة حتى دير سنيد قرب غزة وهو ٤٠ كيلو مترا في أيام قليلة وخربوا خط حوران دمشق وطرابلس حمص لأخذ خطوطهما الحديدية ، وأصبحت بئر السبع مركزا مهما فيها الكهرباء وأدوات الرفاهية في المدن ، وسدوا طريق العريش ـ الابن ـ نخل ، وحفروا آبارا وعملوا أحواضا وجروا الماء في البادية إلى القصيمة إلى ثلاثين كيلومترا.
سار الجيش الإنكليزي على عادته في قتال الترك في سينا سيرا بطيئا ولكنه كان أمينا ، ومدوا خطهم الحديدي بالقرب من الساحل ليكون له من الأسطول عند الاقتضاء معتصم ، وفي ٣١ تشرين الأول أخذوا بئر السبع وفي ٢١ كانون الأول ١٩١٦ أخذوا العريش وفي ٩ كانون الثاني ١٩١٧ أخذوا رفح. وأخلوا شبه جزيرة سينا من كل ما هو تركي سنة ١٩١٧ ، وأخذت يافا في ١٦ تشرين الثاني وكانت أخليت من السكان زهاء سنة ونصف وتشرد أهلها ، وسقطت القدس في ١٠ كانون الأول ١٩١٧ ودخلها القائد المشير اللنبي الإنكليزي دخول الظافر فسقطت بيت المقدس كما قال بعضهم في أيدي الفرنج بعد أن خرجوا منها في الحروب الصليبية منذ ثمانمائة وتسع عشرة سنة. وقرعت أجراس الكنائس فرحا بسقوط القدس ومن جملتها الكنائس الألمانية كأن ما خسرته ألمانيا سياسيا بهذا السقوط يعزيها بعودة الأرض المقدسة دينيا إلى أيدي المسيحيين.
واستولى الإنكليز على أريحا يوم ٢١ شباط ثم جعلت الجبهة على خط يافا أريحا وظل المتحاربون يقتتلون إلى سنة ١٩١٨ وقد كلت همم المقاتلين من الترك فاخترق القائد اللنبي الجبهة التركية في أيلول ١٩١٨ واستسلم جيشان تركيان وكان انهزم أحدهما نحو الشمال أي نحو طريق القدس نابلس ، ونشبت بين الفريقين البريطانيين والأتراك معركة هائلة في البيرة انتهت بهزيمة الأتراك وانسحابهم إلى اللبن وبلغ الجناح الأيسر من الجيش البريطاني حيفا وتجاوز الجناح الأيمن نابلس وسقطت حيفا في ٢٣ أيلول ١٩١٨ وكذلك عكا والناصرة وبفتح حيفا وطور كرم ونابلس والناصرة وطبرية فتحت أبواب الشام أمام الجيش البريطاني.