اللاذقية وحاكمها إفرنسي وإدارتها أشبه بانتداب الدرجة الثانية مما رمز له بحرف (ب) ، وكان تقسيم القطر على هذا المنوال مبدأ خرابها الاقتصادي فاضطر إلى تأليف عدة وزارات ومجالس وإدارات ومنها ما لا عمل له في الواقع ونفس الأمر إلا قبض الرواتب من مال المكلفين ، وشوهد الإسراف في أموال الحكومة وقد حاولت الحكومات غير مرة أن تقتصد وما برحت الأموال تصرف في الأمور المستهلكة أكثر من الأمور المستحصلة ، ولا نسبة بين رواتب كبار الموظفين وصغارهم.
وفي تشرين الأول ١٩٢٠ انتخب في فلسطين مجلس شورى مؤلف من عشرين عضوا نصفهم من الموظفين والنصف الآخر نصبتهم الحكومة ، وهم أربعة من المسلمين وثلاثة من المسيحيين وثلاثة من الإسرائيليين ، ووظيفة هذا المجلس استشارية فقط. فقامت فلسطين مسلموها ونصاراها محتجين على هذا المجلس. وفي تشرين الثاني ١٩٢٠ قدم إلى عمان الأمير عبد الله بن الحسين لاسترجاع دمشق من فرنسا وإرجاعها إلى السلطة الشريفية فأرضته بريطانيا بأن جعلته أميرا على عبر الأردن على أن لا يمس أراضي الانتداب الفرنسي ، وقد حدثت بعض حوادث على التخوم بين حوران والبلقاء ، وتألفت هناك عصابات لغزو الأراضي التي جعلت تحت الانتداب الفرنسي وبعد أن قصدت إحدى العصابات اغتيال الجنرال غورو المفوض السامي في ٢٣ حزيران ١٩٢١ على ٤٠ كيلومترا من دمشق في طريق القنيطرة ، ولم ينالوه بأذى وقتل أحد ضباطه ، طوي بساط العصابات والمؤامرات ، وكان أمر هذه العصابات مما دبر في الشرق العربي.
وفي الخامس والعشرين من حزيران (١٩٢١) أعلن استقلال جبل الدروز وكان من قبل بين عاملين العامل البريطاني والعامل الفرنسي ، فلما جاء الجيش الفرنسي إلى دمشق كان من أهل الجبل من يرحبون بالفرنسيين فنالوا استقلالهم (٥ نيسان ١٩٢١) وأصبح جبلهم وهو نحو مائة وخمس عشرة قرية دولة برأسها جعلت السويداء عاصمتها ، ونصب على الجبل أمير من أهله ومستشار إفرنسي ، فانتزع أيضا من حكومة دمشق التي جعلت دولة لها حاكم ، وذلك بعد أربعة أشهر من استلام الفرنسيين زمام الأمر ، وجعل لهذه الدولة مديرون