اقتصادية صعبة لا يمكن الاستمرار على تحملها ، ودوام الحال على هذا الشكل دون أن يجد العرب آذانا صاغية عادلة يؤدي حتما إلى سقوط القطر في هوة أشد عمقا من الحالة الحاضرة إذ أنهم. أ ـ يقضي عليهم أداء ضرائب باهظة للإنفاق على ترتيبات واسعة لا يتحملها البلد لتنفيذ السياسة الصهيونية التي لا يمكن أن تتفق مع مصالحهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ب ـ إنهم حرموا إدارة بلدهم وتمتعهم باستقلال ذاتي على حين ليسوا أقل مستوى من سكان البلدان العربية الأخرى مثل العراق وشرق الأردن التي تتمتع بحكم ذاتي نيابي. ج ـ حرموا حتى مما كانوا يتمتعون به من بلديات ومجالس إدارة ومجالس عمومية منتخبة ومن إرسال أعضاء إلى البرلمان في العهد التركي. د ـ فتحت أرضهم لهجرة يهودية كبيرة تحتوي على كثير من العناصر غير الصالحة لحياة البلاد وتحملها اقتصاديا واجتماعيا. ه ـ قد جعل للعناصر اليهودية أرجحية ظاهرة في الإدارة الرئيسة وفي تسيير المصالح اليهودية القومية والاجتماعية ، هذا وهم أقلية ضئيلة عددا ومصلحة.
٣ ـ ما أراد العرب في فلسطين قط ، وهم يطلبون حقهم في الحكم التشريعي ، أن يغمطوا حقوق اليهود الذين يساكنونهم ، ولكنهم يريدون أن تمتعوا بحقهم باعتبار أنهم أكثرية ساحقة في العدد والمصلحة ، وباعتبار أنهم عدوا بوعود صريحة ، وباعتبار أن عهد جمعية الأمم يخولهم ذلك مع حفظ حق اليهود الوطنيين في الاشتراك معهم في الإدارة والتشريع بحسب نسبتهم.
٤ ـ يعتقد العرب أنهم لن يطمئنوا في ديارهم ولن يروا في الحكومة البريطانية النية الحسنة التي طالما أعلنت أنها تنطوي عليها إذا استمرت في طرز الإدارة والسياسة التي سارت عليها في فلسطين إلى الآن مع أنهم يريدون دائما أن يكونوا على وفاق تام معها في مصالحها النزيهة ، ويعتقدون أنه قد آن للحكومة البريطانية أن تقلع عن تجربتها العقيمة وأن تعيد نظرها بصورة جدية في هذه السياسة التي جعلت القطر وأهله في حالة اضطراب روحي وانحطاط اقتصادي وقلق.
٥ ـ وها نحن أولاء نقدم لها مطالب الأمة بصورة صريحة واضحة رجاء أن تبدل علاقة الانتداب السيئة.