وتضمها مع معان إلى الأصقاع التي تديرها لأنها ضمن الانتداب البريطاني ، ولتحافظ عليها من الوهابيين الذين فتحوا مكة والطائف وانتزعوهما من يد الملك حسين ، فأجاب جلالته إنه لا يسعه بالنظر للعهود المقطوعة له من الحلفاء ولا سيما بريطانيا أن يتنازل عن هاتين البلدتين الحجازيتين (العقبة ومعان) وأنه لا يعترف بالانتدابات المخالفة لتلك العهود ، وأبان ما سينجم عن عملها هذا الذي سيدعو إلى هياج عظيم في العالم العربي. وبعد أيام أو عزت إليه انكلترا أن يغادر القطر فحملته إلى قبرص ليقيم فيها. وفي حزيران قتل الأشقياء قائدين افرنسيين في طريق دير الزور كانا يسيران في سيارة فبعثت السلطة طيارات أمطرت عشائر البواسرية التي فقد الضابطان في أرضها وابلا من القذائف ، فهلك منهم أكثر من ثلاثين نفسا وتلف كثير من الخيل والإبل والغنم ، ثم حكمت على خمسة منهم بالقتل. وفيه جاء وفد من أعيان دروز جبل حوران وراجعوا السلطات الفرنسية يطلبون انضمامهم كما كانوا سابقا إلى حكومة دمشق على أن يكون لهم بعض الامتيازات المحلية إذ ثبتت لهم مضرة الانفصال. كما أن وفدا من اللاذقية قابل بعض رجال تلك السلطة وأبانوا له الأضرار التي نشأت من فصل جبال النصيرية عن أمها سورية وطلبوا إرجاعهم إلى حكمها.
وفي شهر نيسان ١٩٢٥ جاء فلسطين وزير المستعمرات البريطانية فقابلته وفود الأمة يتقدمها وفد اللجنة التنفيذية ووفد الحزب الوطني ، وتكلم غير واحد من رجال الوفد معربا عن ظلامة الفلسطينيين وضرر الوطن القومي ، فرد الوزير على أقوالهم ومما قاله : إنه رأى فلسطين أسعد من الأربعين مستعمرة التي يهتم بشؤونها ، وقدمت له الوفود تقريرا هذا ملخصه :
١ ـ قدم عرب فلسطين تقارير كثيرة وأرسلوا وفدهم إلى لندن مرتين وفي كل ما قدموه بينوا التناقض الغريب الذي يظهر في خطة الحكومة الانكليزية في ديارهم على الرغم من أ ـ نص عهد جمعية الأمم. ب ـ العهود المقطوعة للملك حسين. ج ـ البلاغ المنشور من القائد اللنبي قائد الحملة الفلسطينية. د ـ بعض مواد صك الانتداب. ه ـ البيانات الرسمية والشبه الرسمية الصادرة من الوزارات.
٢ ـ جرّت السياسة التي تسير عليها الحكومة في فلسطين إلى حالات