وتأليف إدارة عامة تشتغل بشؤون الأمة اليهودية. وانعقدت جلسة طويلة بشأن التهذيب انتهت بالقرار الآتي : المؤتمر يحبذ التمسك بالروحيات وتعليم الطائفة اليهودية على قواعد عنصرية دينية وعلى كل صهيوني أن يعمل لهذه الغاية.
ثم انفض المؤتمر وانصرف الزعماء لمتابعة غايتهم فذهب هرتسل إلى القدس على رأس بعثة صهيونية فقابلوا امبراطور المانيا غليوم الثاني أثناء زيارته القدس وفاوضوه بمهمتهم فأجابهم: «إن كل المساعي لترقية زراعة فلسطين والتي تعود بالمنفعة على الدولة التركية وتحترم سيادة السلطان توافق هواه ورضاه». فامتعض هرتسل وذهب إلى الإستانة وقابل السلطان عبد الحميد وكانت خطته ترمي إلى التفاهم على أساس تنظيم المالية العثمانية وأن يقنع جلالته بإخلاص الصهيونيين لأنهم يعملون علانية لا في الخفاء ، وأن اليهود عنصر خاضع للقوانين لا يخالفون رغائب القوة الحاكمة. وطلب إليه أن يمنح اليهود سلطة واسعة للحكم البلدي الذاتي ويدفعون مقابل هذا الامتياز مبلغا وافرا ويؤدون ٠٠٠ ، ٣٠٠ غرش مرتبا سنويا مثل جزيرة ساموس ذات الاستقلال الإداري بجندها الخاص ورايتها الخاصة ومجلس نوابها الخاص أي حكومة ذات استقلال داخلي. ففشل في سياسته ومفاوضته وظل اليهود يباشرون بعض الأعمال الاقتصادية والزراعية في فلسطين في شيء من التقية والتكتم.
ولما أخفق سعي هرتسل مع الأتراك وجه نظره إلى الحكومة الإنكليزية آملا أن يحصل على مقاطعة بجوار الأرض المقدسة يأوي إليها المهاجرون أو المضطهدون موقتا فاستحسن طلبه وباشر مفاوضة لورد كرومر فعرض عليه استعمار شبه جزيرة سينا وأرسل الفريقان بعثة سنة ١٩٠٣ لترتاد الأرض. وقد كاد هذا المشروع يتم لو لا قلة المياه ورفض حكومة مصر إعطاء شيء من ماء النيل. ولما حبط هذا المشروع عرض عليهم وزير خارجية انكلترا شرقي إفريقية على أثر حرب البوير واقترح هرتسل الدخول في المفاوضة بشرط إحداث وطن يهودي في شرقي إفريقية.
وعقد المؤتمر السادس في بازل في آب سنة ١٩٠٣ وبحثوا في اتخاذ إفريقية وطنا قوميا ، فقوبل هذا الاقتراح بالرفض وقد قال هرتسل : إن شرقي إفريقية ليست صهيون ولا يمكن أن تكون كذلك وقال مكس نوردو : لو اتخذنا