هذا إلى حمص وحماة وجمع عسكرا كثيرا ، وأو عزت الدولة إلى الجزار وإلى الأمير يوسف الشهابي أن يعاوناه بعسكرهما ففعلا ، وعاد الوالي إلى دمشق فارتاع أهلها وأرسلوا النساء إلى الجامع الأموي فكلمه أعيان المدينة فاشترط عليهم أنه يلتزم الرحمة إذا خرج الزعفرنجي من القلعة وتسلمها رجاله ، ودخل البلد وقتل بعض الأردياء قيل : إنهم مئة وخمسون رجلا من جماعة القلعة ، وكان جاء الوالي في عسكره الى باب الله واجتمع العسكران ووقع قتال فهلك فيه من الفريقين خلق. وملك الوالي الميدان ، واستمر ذلك مدة والعسكر محيطة بالقلعة حتى سلمت. وأقام هذا الوالي أربع سنين في دمشق ، وذهب أمير القلعة إلى أمير عرب الموالي فارّا منه فأوعز إلى متسلم حماة أن يقتص من عربه لفسادهم في تلك الأرجاء ، فساق عليهم من حلب وحماة جيشا قتل منهم نحو ألف إنسان وانهزم الباقون. وكان عرب الموالي ثاروا هذه السنة في ضواحي حمص وحماة فنهبوا القرى وفتكوا بأغوات الدنادشة حكام المدينتين منهم وقتلوا كلا من شيخ الكلبيين وشيخ النصيرية وعاثوا في تلك الجهات وفتكوا بأعيانها. وفي سنة ١٢٠١ دخل عثمان باشا الى أنطاكية ونزل عسكره على الحريم وفعل فيها أفعالا قبيحة، وأتى إدلب وصادرها وخرب جميع القرى التي مرّ عليها ، وخرب الراموسة ، واشتبك القتال بينه وبين أهل الشيخ سعيد عدة أيام فقتل من عسكره بالطاعون والسلاح عدد كبير، ونهب قرى في تلك الأرجاء ، هذا والطاعون في حلب وأرجائها يفتك فتكا ذريعا.
وخربت القرى وهلك الفقراء في فتنة الأمير جهجاه الحرفوش (١٢٠٢) وكان قوي على إبراهيم باشا والي دمشق ، وسرت شرارة فتنة الزعفرنجي إلى أهل دمشق حتى طلب الوالي عسكرا من جبلي نابلس والشوف ودقت طبول الوالي (١٢٠٣) من دومة وفرق العساكر ثلاث فرق فدخل عمر آغا من الزفتية ، وابنه على صفّ الجوز ، والوزير على السلطاني ، وأحرقوا القبيبات وحارة التركمان ، وجرت الدماء من الصباح إلى العصر حتى أطاع أهل دمشق السلطان عبد الحميد الأول ، وخرب الوالي القلعة وأهلك متوليها بمدافعه شرذمة قليلة من عسكر الوزير ، وبقيت الحرب بين الفريقين ستة أيام بلياليها.
وفي أيام إبراهيم باشا الكردي (١٢٠٣) انتشبت الحرب في وادي أبي