ألفا ، وغنم المصريون من العثمانيين في هذه الوقعة ١٦٦ مدفعا و ٢٠ ألف بندقية ، وقتل من المصريين أربعة آلاف وقتل المصريون من الأتراك في حال انهزامهم ما يبلغ خمسة أسداسهم.
وذكر المصنف المجهول أن وقعة نزيب كانت يوم ١١ ربيع الثاني ١٢٥٥ (٢٤ حزيران ١٨٣٩) وأن إبراهيم باشا استولى من العثمانيين على مائة وعشرين مدفعا وعشرة آلاف بندقية وجميع مهماتهم وذخائرهم وعتادهم وقتل منهم أربعة آلاف وخمسمائة وجرح ١٨ ألفا وأسر ثمانية آلاف وخمسمائة وقتل أمراء كثيرين. وقتل من جيش إبراهيم باشا أربعمائة وجرح ثمانمائة وفقد أربعمائة ثم قصد بيره جك (البيرة) فهرب العثمانيون وغنم منهم ٣٢ مدفعا بعتادها.
انتهى خبر الهزيمة إلى الإستانة بعد ثمانية أيام من وفاة السلطان محمود الثاني وجلوس ابنه عبد المجيد وهو فتى في السادسة عشرة من عمره. جلس السلطان الجديد وسلطنته مهددة بجيوش محمد علي ، وليس للدولة جيش ، وقد فقدت أسطولها في الإسكندرية ، سلمه لمحمد علي أمير البحر أحمد فوزي باشا ، فرأى السلطان أن يسادّ ويقارب ، فأرادته الدول على أن يتربص ريثما يتوفق إلى حلّ مرضيّ بإجماع الآراء بينهن ، فكان من ذلك حل المسألة المصرية العثمانية بالطرق السلمية الحربية ، فاتفقت الدول العظمى ما خلا فرنسا أن لا تتجدد معاهدة «خنكار إسكله سى» بين العثمانية والروسية ، وأن السلطان إذا اقتضت له معاونة لسلامة السلطنة تعاونه الدول ، على أن تبقى المضايق والدردنيل تحت إشرافهن ، وكان محمد علي يتذرع لدى الباب العالي أن تكون مصر والشام وأذنة ملكا وراثيا له ولأولاده فأرضته الدول بمصر فقط ولم تنفعه معاضدة فرنسا ، وقضي على محمد علي أن يخرج من أذنة والشام في عشرة أيام ، وأن لا تبقى له مع مصر سوى باشاوية عكا أي فلسطين من أرض الشام. تقرر ذلك في مؤتمر لندرا (١٨٤٠) بين انكلترا وروسيا وبروسيا والنمسا بيد أن محمد علي أبى أن يخرج من الشام ، فبعثت انكلترا بأسطولها إلى السواحل بقيادة روبرت ستوبفورد فضربت بيروت واستسلمت باقي الثغور كطرابلس وصيدا وصور وقاومت عكا ، وبعد أن أطلقت عليها البوارج الإنكليزية قذائفها ثلاث ساعات أصابت مستودع البارود فانفجر وقتل كثيرا من الرجال ، ثم