الأوربية ، منها من أرسل مراكب حربية ، ومنها من أرسل نوابا لإصلاح الحال. وخيم جند فرنسا في البقاع تسعة أشهر وظلت السفن الأجنبية راسية في موانىء الشام وعددها عشرون بارجة ، وعقد في بيروت مؤتمر دولي مؤلف من وكلاء الدول الخمس انكلترا وفرنسا وروسيا والنمسا وبروسيا ، وضع أساس نظام جديد للبنان أقره السلطان عبد المجيد ووافقت الدول عليه ١٨٦١ (١٢٧٧) ثم عدل هذا النظام سنة ١٢٨١ واشتركت به دولة إيطاليا مع الدول السابق ذكرها.
أعاد فؤاد باشا الأمن إلى نصابه ونفى بعض الأعيان من دمشق لأنهم لم يحولوا دون الأشقياء والسفلة وما أتوا من المنكرات ، وقتل ١١١ مسلما رشقا بالرصاص وشنق ٥٦ ونفى ١٤٥ وحكم بالأشغال الشاقة على ١٨٦ استخدموا في إنشاء الطرق وقضى غيابا بالقتل على ١٨٣ وفي عداد الذين قتلوا ١٨ شخصا من كبار الأسر وأناس ذوو وجاهة ، وسمح للنصارى الذين دانوا بالإسلام كرها أن يعودوا إلى دينهم وعددهم خمسمائة ، وأخليت ثلاث حارات في دمشق لسكنى النصارى ، وجنّد ثلاثة آلاف جندي من هذه المدينة وجعل البدل العسكري مائتي ليرة ، وأرسل زهاء ألف رجل للنفي والسجن إلى الإستانة وغيرها ، وقتل والي دمشق المشير أحمد باشا رميا بالرصاص لتساهله في إطفاء الفتنة وقال هذا يوم قتل : إني مظلوم وسماه الأتراك بالشهيد ، وكان من عظماء الدولة تربى تربية عالية في مدارس الغرب. وقيل : إن فؤاد باشا عجل بقتله مخافة أن تشيع الأوامر التي وردت إليه من الإستانة ونفذها ، وأنه لذلك بادر بأخذ حقيية أوراقه منه ساعة اجتماعه به ، وقتل قائد حي النصارى وقائدي حامية حاصبيا وراشيا ، وعزل خورشيد باشا قائد الجند في الساحل ، وعوض على المنكوبين من مال الدولة والأهلين. وقال قنصل بريطانيا : إن الخسائر المالية بدمشق من حريق ونهب وأعلاق وعروض وغيرها لا تقل عن مليون وربع ليرة ، وكان يرى أن خمسة ملايين ليرة لا تكاد تكفي للتعويض عن تخريب الأملاك ، وعن خسارة الأموال والحلي والجواهر والأمتعة الثمينة والسلع والملابس قال ذلك لفؤاد باشا لما قال له أن يفرض غرامة قدرها ٢٥ مليون قرش أي زهاء مائتي ألف جنيه. هذا عدا ما أصاب النساء من هتك