فلا (١) فرق بين ما أعرب من هذه الظروف المقطوعة وبين ما بني منها. وقال بعضهم بل إنما أعربت لعدم تضمنها معنى الإضافة فمعنى (كنت قبلا) أي : قديما.
وقال الشارح الرضي والأول هو الحق.
(وأجرى مجراه) (٢) أي : مجرى الظرف المقطوع عن الإضافة (لا (٣) غير وليس غير)(٤) في حذف المضاف إليه والبناء على الضم وإن لم يكن (غير) من الظروف لشبههه بالغايات لشدة الإبهام الذي فيه (٥) كما كان فيها.
ولا يحذف منه المضاف إليه إلا بعد (لا وليس) نحو : (افعل هذا لا غير) و (جاءني زيد ليس (٦) غير) لكثرة استعمال (غير) بعدهما.
(و) كذلك أجرى مجرى الظروف (حسب) لشبهها ب : (غير) في كثرة الاستعمال وعدم تعرفها (٧) بالإضافة.
__________________
ـ لا يجرى الطعام والشراب في خلقه فتمكن من القصاص فقتل قاتلة فزال عنه الغم وأنشد هذا البيت ساغ أي سهل مدخله الغصص بقاء اللقمة والفرات الماء العذب. (وجيه الدين).
(١) دفع للاعتراض الوارد على هذه القاعدة بأنه لا نسلم أن يكون قوله : قبلا مما عوض فيه التنوين عن المضاف إليه فلم لا يجوز أن يكون من قبيل ما حذف فيه المضاف إليه لفظا ونية فيكون من قبيل رب بعد كان خيرا من قبل كما تقدم فدفعه الشارح بإبطال السند بأن يقول هذا ليس من قبيل ذلك لأنه لا فرق في حذف المضاف إليه لفظا لا نية. (عبد الله أفندي).
(٢) وقوله : (وأجري) يدل على أنها ليست من الظروف لكنها لما أشبهت الظروف لشدة إبهامها لكثرة عوملت عاملتها. (عوض).
(٣) قوله : (لا) عطف وغير مبني على الضم مرفوع المحل وعند الرضى لا لنفي الجنس وغير مبني على الضم منصوب المحل اسم لا وخبره محذوف أي : جاء. (معرب).
(٤) مثلا جاءني زيد ليس غير وليس فعل ناقص وغير مبني على الضم مرفوع المحل اسمه وخبره محذوف أي جائيا هذا عند الزجاج وعند المبرد اسم ليس فيه راجع إلى الجائي وغير منصوب المحل خبره. (موشح).
(٥) أي في لفظ غير كما في الظروف المذكورة لكونها جهات غير مخصورة أما شدة الإبهام فيه فلأن صفة الغيرية لا يختص بذات دون ذات. (وجيه الدين).
(٦) في محل النصب عند المبرد أي : ليس الجائي غير زيد وفي محل الرفع عند الزجاج أي : ليس غير زيد جائيا. (حسن).
(٧) الأعجب أن يقال أن حسب بمعنى لا غير ؛ إذ لا فرق بين أن يقال جاءني زيد فحسب وبين ـ