والدليل عليه استعمالها في الأغلب الأكثرية في هذا المعنى ، نحو : (إذا طلعت الشمس) (١) وقوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير : ١](٢) ولهذا كثر في الكتاب العزيز استعماله لقطع علام الغيوب بالأمور المتوقعة.
وقد استعمل في الماضي (٣) كما في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) [الكهف : ٩٣](٤) و (حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) [الكهف : ٩٦] و (حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً) [الكهف : ٩٦].
(وفيها) أي : في (إذا (معنى الشرط) (٥) وهو ترتيب مضمون جملة على أخرى فتضمنت معنى حرف الشرط فهذا علة أخرى لبنائها (ولذلك) أي : لكون معنى الشرط فيها (أختير) أي جعل مختارا (بعدها الفعل) (٦) لمناسبة الفعل الشرط.
وجوز الاسم أيضا على الوجه الغير المختار لعدم تأصلها في الشرط مثل : (إن ولو)
(وقد تكون) أي : (إذا) (للمفاجأة) (٧) مجردة عن معنى الشرط يقال : فاجأ الأمر
__________________
(١) مثلا إذا طلعت الشمس ههنا لزمان من أزمنة المستقبل من بينها بوقوع فيه أي : بوقوع طلوع الشمس فيه مجزوم بوقوعة في اعتقاده. (وافية).
(٢) أي : لفت بمعنى رفعت من كورت العمامة إذا لفتها بمعنى رفعت ؛ لأن الثوب إذا أريد رفعه لف أو لف ثوبها فذهب انبساط الأفاق وزال أثره أو ألقت عن فلكها.
(٣) لخروجها عن الظرفية كما ذهب إليه ابن مالك وأما لبقائها كما ذهب إليه أبو البقاء. (رضا).
(٤) أي : بين جبلين المبني بينهما سده وهما جبلا أرمنية وأزربيجان وقيل جبلان في أخر الشمال في منقطع أرض الترك متبقان من ورائهما يأجوج ومأجوج. (بيضاوي).
(٥) قوله : (وفيها معنى الشرط) خبر الأسلوب اللاحق والسابق ولم يقل للشرط إشارة إلى أن معنى الشرط عارض له وليس راسخا رسوخه في سائر أسماء الجوازم ؛ لأن الحدث الواقع فيه مقطوع به في أصل الوضع والشرط ينافيه ؛ لأنه مفروض الوجود. (عبد الحكيم).
(٦) حتى يكون إضافتها إلا الجملة الفعلية لاقتضاء الشرط الفعل وشرط كون ذلك الفعل مستقلا من حيث المعنى سواء كان في اللفظ كذلك أولا خلافا للمبرد فإن وقوع الفعل بعدها عنده واجب لفظا أو تقديرا. (عافية).
(٧) أي : لظرف المكان أو للوقت المجرد عن معنى الشرط وناصبها في الجملة التي تضاف إليها. (غرض).
ـ قوله : (للمفاجأة) ولا يحتاج إلى جواب ولا يقع في الابتداء ومعناها لحال لا الاستقبال والأكثر توافقه بحال أنت فيها ، قال : وقد تراخى كقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ ـ