(بعينه) (١) أي : بذاته المعينة (٢) المعلومة للمتكلم والمخاطب المعهودة بينهما ، فالشيء مقيد بهذه المعلومية (٣) والمعهودية إذا وضع له اسم ، فهو المعرفة ، وإذا وضع له اسم باعتبار ذاته مع قطع النظر عن هذه الحيثية فهو النكرة.
فقوله (ما وضع لشيء) شامل للمعرفة والنكرة ، وقوله : (بعينه) يخرج به النكرة(٤).
(وهي) أي : المعرفة : ستة أنواع بالاستقراء ، وأشار بترتيبها في الذكر إلى ترتيبها بحسب المرتبة.
فالأول : (المضمرات) فإنها موضوعة بإزاء معان معينة (٥) مشخصة باعتبار أمر كلّي، فإن الواضح لاحظ أولا مفهوم المتكلم الواحد من حيث إنه يحكي عن نفسه مثلا.
وجعله آلة لملاحظة أفراده ، ووضع لفظ (أنا) بإزاء كل واحد من تلك الأفراد بخصوصه بحيث لإيفاد ولا يفهم إلّا واحد بخصوصه دون القدر المشترك فيتعقل ذلك المشترك آلة للوضع لا أنه الموضوع له (٦) ،
__________________
(١) فالعين بمعنى الذات كما في القاموس وغيره وإضافته إلى الضمير للعهد فيصير بمعنى ذاته المعينة المعلومة المعهودة والعهد إنما يعتبر بين المتكلم والمخاطب لا غيرهما ولا بد في المعرفة من علم المتكلم ؛ إذ لا يمكن إعلام المعهود بدون العلم.
(٢) وإنما زاد المعينة إشارة إلى أن ما وقع في عباراتهم في لفظ المعينة معناه المعلومة الشخصية. (ح).
(٣) يعنى أن هذا التقييد ليس بلازم لكن إذا وقع التقييد اتفاقا فالمعرفة تكون باعتبار هذا التقيد اتفاقا ووضع الاسم باعتبار ذاته فإنه نكرة. (وجيه الدين).
(٤) والعلم المنكر داخل في المعرفة باعتبار الوضع الحقيقي وفي النكرة باعتبار وضعه المجازي وأن الوضع في تعريفهما أعم من الوضع بنفسه أو بالقرينة ليدخل في المعرفة المعارف المستعملة في المعنى المجازي نحو : رمى الأسد فإنه موضوع للرجل الشجاع بالوضع المجازي ويدخل في النكرة النكرات التي هي مجازات نحو : ما رأيت أسدا يرمي.
(٥) على رأى المحققين المتأخرين وأما عند المتقدمين موضوعة لمعان كلية بشرط استعمالها في جزئياتها فالمعنى الحقيقي مهجور بالكلية. (وضعية).
(٦) أما شخصية ضمير المتكلم والمخاطب وضمير الغائب الراجع إلى الشخص فظاهر وأما الراجع إلى الكلى فلأنه من حيث أنه تقدم ذكره صار مشخصا لا يحتمل غيره وبعضهم جعل ـ