(ثم) المضمر (١) (المخاطب) فإنه يتطرق فيه مالا يتطرق في المتكلم.
ألا ترى أنك إذا قلت : (أنا) لم يلتبس بغيره ، وإذا قلت : (أنت) جاز (٢) أن يلتبس بآخر ، فيتوهم أن الخطاب له.
وليس المراد بالأعرفية إلا كون المعرفة أبعد من اللبس.
ثم (٣) المضمر الغائب ، ولم يذكره ؛ لأنه علم من أعرفية المتكلم والمخاطب أنه أدون منهما.
واقتصر (٤) على بيان النسبة بين أصناف المضمرات فإن سائر المعارف : لا تفاوت بين أصنافها إلا المضاف إلى أحدها ، فإن فيه تفاوتا باعتبار تفاوت المضاف إليه ولهذا ما أثبت التفاوت بين أصنافه بعد بيانه بين أنواع المضاف إليه وأصنافه.
وهذا الترتيب (٥) الذي ذكره هو مذهب سيبويه فإن فيه اختلافات كثيرة (٦).
__________________
(١) قوله : (ثم المضمر) ليس وجه كون المضمر المخاطب أعرف من النداء ظاهر إلا أن يجعل تعريفه لكونه في الأصل معرفا باللام. (حاشية ع).
(٢) قوله : (جاز أن يلتبس بغيره) لأنك قلت : أنت وكان بحضرتك اثنان يحتمل أن يكون منهما مخاطبا ، فإن قيل : كيف يكون المضمر المتكلم أعرف مع أنه ربما يكون ملتبسا بغيره أيضا كما إذا قيل : أنا من وراء الجدار فلما يعلم منه أنه فلانا أجيب بأن أقوال من خوطب به فحينئذ شائع بخلاف أنا فإن الاحتمال فيه يعارض حيلولة الجدار فافترقا. (وجيه الدين).
(٣) ولم يذكر المصنف حكم صنف المضمر الغائب أراد الشارح أن يذكره.
(٤) كأنه قيل : لم ذكر المصنف أصناف المضمرات بنسبة الأعرفية ولم يذكر أصناف سائر الأقسام فأجاب بما ترى. (رضا).
(٥) أي : رتيب أصناف المضمر بالنسبة إلى كل المعارف حيث قال : وأعرفها ؛ لأن هذا للقرب. (عبد الحكيم).
(٦) قيل : أعرفها العلم ، وقيل : اسم الإشارة ، وقيل المعرف بأل ، وقال المصنف : أعرفها ضمير المتكلم ثم ضمير المخاطب ثم العلم ثم ضمير الغائب السالم عن إبهام نحو زيد رأيته. (شرح تسهيل).
ـ وعن ابن السراج أن الأعرف هو المبهم ثم المضمر ثم العلم ثم ذو اللام ثم المضاف وعن أبي سعيد السيرافي أنه العلم ثم المضمر ثم المبهم ثم ذو اللام ثم المضاف. (خبيصي).