المعدود (١) مؤنثا واللفظ) المعبر به عنه (مذكرا) كلفظ (الشخص) إذا عبرت به عن المؤنث (أو بالعكس) بان يكون المعدود مذكرا واللفظ مؤنثا كلفظ (النفس) إذا عبرت بها عن المذكر (فوجهان) أي : ففي العدد وجهان : التذكير والتأنيث ، فإن شئت قلت : (ثلاثة أشخص) وأنت تريد (النساء) اعتبارا باللفظ وهو الأكثر في كلامهم وإن شئت قلت : (ثلاث أشخص) اعتبارا بالمعنى (٢).
(ولا يميز (٣) احد) وواحدة (و) لا (اثنان) واثنتان (٤) بمميّز.
فلا يورد الواحد مع مميزه فلا يقال : (واحد رجل) ولا الاثنان معه ، كما لا يقال : اثنا رجلين ، بل يذكرون ما يصلح (٥) أن يكون تمييزا لهما على تقدير ذكر التمييز معهما ، ويطرحون الواحد والاثنين (استغناء (٦) بلفظ التمييز) أي : الصالح ؛
__________________
ـ أشخاص وأشخاص ثلاثة أورد عليه أن هذا الحكم حقه أن يذكر عند بيان التذكير والتأنيث لا بعد بيان المائة والألف لعدم افتراقهما تذكيرا وتأنيثا. (حاشية).
(١) قوله : (وإذا كان المعدود) سواء وقع تمييزا كما في مثال الشارح أو موصوفا نحو الشخص ثلاثة أو ثلاث ولا ينتقض هذا الضابط بثلاث مائة ولا العكس بثلاثة آلاف حيث وجب التذكير في الأول والتأنيث في الثاني سواء كان المعدود مذكرا أو مؤنثا ؛ لأن التذكير فيهما بواسطة لفظ المائة والألف كما حرفت ولم يعبر بهما عن المعدود بل التعبير بلفظ مميزهما عن رجلا وامرأة مثلا. (سيالكوني).
(٢) والأول أقيس قال الله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ)[النساء : ١] والمراد آدم عليهالسلام ومن الثاني قول الشاعر :
وإن كلا يا هذه عشرا الأبطن |
|
وأنت بريء من قبائلها العشر |
والأبطن القبائل أي : قبيلة كلاب. (خبيصي).
(٣) فإن قيل : في عبارة المصنف نوع منافاة وذلك ؛ لأن قوله : (ولا تمييز واحد واثنان) يدل على ترك المميز وذكر العدد ، وقوله : استغناء بلفظ تمييز عنهما يدل على ذكر المميز وترك العدد فالجواب أن المراد من قوله : ولا تمييز واحد واثنان هو أن لا يجمع بينهما وبين مميزها فيندفع المنافاة بهذا على أن دلالته على ترك المميز وذكر العدد ممنوع بناء على أن صدق السالبة يمكن أن يكون بانتقاء الموضوع. (نجم سعد).
(٤) زاده للتنصيص على استغراق النفي فإن الفعل المنفي ظاهر في العموم بخلاف النكرة في سياق النفي فإنها نص فيه ، أي : لا تمييز بمميز أصلا مفردا كان أو مثنى أو مجموعا. (سيالكوني).
(٥) أي : المفرد في الواحد والمثنى في الاثنين واحترز عما لا يصلح لذلك كالمثنى والمجموع في الاثنين. (عبد الحكيم).
(٦) مفعول له لنفي الفعل بحذف مضافين لا للفعل المنفي أي : ترك تمييز واحد واثنين مخافة ـ