أنا ابن (١) التارك البكريّ بشر
فإن قولك : (بشر) إن جعل عطف بيان ل : (البكري) جاز ، وإن جعل بدلا منه لم يجز ؛ لأن البدل في حكم تكرير (٢) العامل (٣) ، فيكون التقدير : أنا ابن التارك بشر ، وهو غير جائز كما ذكر فيما سبق في (الضارب (٤) زيد) وآخره :
عليه الطير ترقبه وقوعا
و (عليه (٥) الطير) ثاني مفعولي (التارك) إن جعلناه بمعنى (المصير) (٦) وإلا فهو حال ، وقوله (ترقبه) حال من (الطير) إن كان فاعلا ل : (عليه) وإن كان مبتدأ فهو حال من الضمير المستكن في (عليه).
و (وقوعا) : جمع (٧) واقع ، حال من فاعل (ترقبه) أي : واقع حوله ، ترقبه لإزهاق
__________________
ـ التقرير يتأول صورة النداء. (أيضا فاضل هندي).
(١) قوله : (أنا ابن التارك البكري بشر) البكري نسبة إلى أبي بكر بن وائل يفتخر بأنه قاتل هذا الرجل ؛ لأن المنقول من شجعان العرب ولنا افتخر الشاعر وجعله مجتمعا عليه الطير إذ ضربة بالسيف والبقاء في المعركة واقعة حوله مترقبة إزهاق روحه ليقع الكل عليه ؛ لأن الحيوان ما دام فيه رمق لا يقربه الطير خصوصا في الإنسان. (وجيه الدين).
(٢) قوله : (تكرير العامل) من حيث أن المقصود بالنسبة فإن البدل لما كان هو المقصود بما نسب إلى المبدل منه وكانت النسبة الملحوظة مرة ثانية عنده ذكر البدل تحقيقا بمعنى المقصودية وتكرير النسبة وتأكيده وإنما يكون في عمق تكرير العامل من حيث أن النسبة مدلول تضمني للعامل. (شيخ زاده).
(٣) فيكون المعنى : التارك بشر ، فلا يصح لكونه من باب الضارب زيد ، وقد مرّ أنه ممتنع خلافا للفرّاء. (معرب).
(٤) قال المصنف : وامتنع الضارب زيد لعدم التخفيف ؛ لأن تنوين المصادر إنما سقط بالألف واللام لا للإضافة وعند الفراء للإضافة. (لمحرره رضا).
(٥) اعلم أن التارك من باب نصر وترك بمعنى ودع فيكون فعلا تاما متعديا وبمعنى صبر فيكون فعلا ناقصا ، أراد الشارح أن ينبه عليهما وعلى إعرابه. (خلاصة أيوبي).
(٦) يكون البكري مفعوله الأول ويكون عليه مقدما والطير مبتدأ مؤخر والجملة مفعوله الثاني للتارك والمعنى : أنا ابن الرجل الذي هو جاهل البكري عليه الطير. (تكملة).
(٧) قال النحاة : لو قال : زوجتك ابنتي فاطمة واسمها عائشة فإذا أراد عطف البيان لصح النكاح ؛ لأن اللفظ لم يقع في معتمد الكلام وإن البدل لم يصح ؛ لأن الغلط وقع معتمد الحديث ، هذه ـ