روحه ؛ لأن الإنسان مادام به رمق ، فإن الطير لا يقربه.
وأما الفرق (١) المعنوي بينهما فقد تبين فيما سبق.
والمراد (٢) بمثل :
أنا ابن التارك البكريّ (٣) بشر
كل ما عطف بيان للمعرف (٤) باللام الذي أضيف إليه الصفة المعرفة باللام نحو : (الضارب الرجل زيد) (٥) ويمكن أن يراد به ما هو أعم من هذا الباب (٦) ، أي : كل ما خالف حكمه إذا كان عطف بيان حكمه إذا كان بدلا ، فيتناول صورة النداء أيضا (٧) ، فإنك تقول : (يا غلام زيد وزيدا) بالتنوين ، مرفوعا حملا على اللفظ ، منصوبا حملا على المحل إذا جعلته بيان ، و (يا غلام زيد) بالضم إذا جعلته بدلا.
والمعنى الأول (٨) أظهر ، والثاني أفيد.
__________________
ـ الفائدة أوردها الحديثي. (حلبي).
(١) وأما الفرق المعنوي فلأن البدل هو الذي يعتمد الحديث وذكر المبدل منه للتوطئة بخلاف عطف البيان فإن المتبوع هو الأول وذكر عطف البيان إنما هو لتوضيح المتبوع ولهذا كان زيد في قولك : مررت بأخيك زيد بدلا إن كان للمخاطب أخ واحد فقط وعطف البيان إن كان له إخوة. (متوسط).
(٢) أراد الشارح بهذا أن يبين وجه الشبه بين عطف البيان في تركيب : أنا ابن البكري ، وبين عطف البيان الذي يكون مثلهما فقال : (والمراد). (شرح).
(٣) وقصته أن رجلا جرح بشر بن عمرو ، من شجعان العرب ولم يعرف جارحه.
(٤) (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ)[الأعراف : ١٤٨] الآية ، وجسدا بدل من عجلا ، وجعله بدلا منه أولى من جعله عطف بيان ؛ لأن عطف البيان في النكرة قليل أو ممتنع عند الجمهور. (شيخ زاده).
(٥) حيث جعل زيد عطف بيان من الرجل المعرّف باللام ، فلا يجوز أن يكون بدلا منه. (عبد الله).
(٦) أي : من باب الضارب الرجل زيد ، يعني : من هذه الهيئة. (أيوبي).
(٧) أي : كما يتناول عطف بيان للمعرف باللام الذي أضيف إليه الصفة المعرف باللام. (محمد أفندي).
(٨) وأما كون الأول أظهر فلأن المتباد من قوله : (أنا ابن التارك البكري بشر) حيث عرّف المضاف إليه باللام المضاف ثم جعل بشر عطف بيان مثل الضارب الرجل زيد وأما الثاني قيد فلشموله صورة النداء أيضا. (وجيه الدين).