متعلق بأقل والمجرور في به عائد إلى واديا وركب فاعل أقل وجملة أتوه صفة له وتأية تمييز عن نسبة أقل إلى ركب أو منصوب على المصدرية (١) أي : إتيانا تأية وأخوف عطف على أقل وهو بمعنى المفعول أسند إلى ضمير واديا والمعنى واديا أقل به ركب منهم بوادي السباع وأخوف منه (٢) وما في ما وفي مصدرية وساريا أي راكبا ساريا مفعول وقى والمستثنى مفرغ أي واديا أقل وأخوف في كل وقتا لا في وقت وقاية الله تعالى ساريا تقول (٣) : مررت إلى واد منسوب إلى السباع لكثرتها فيها والحال أني (٤) لا أرى مثل وادي السباع حين أحاط به الظلام واديا يكون توقف الركب به أقل (٥) من توقفهم بوادي السباع ويكون (٦) ذلك الوادي أخوف من وادي السباع في كل وقت إلا في وقت وقاية الله سبحانه راكبا ساريا بالليل فيه عن الآفات والمخافات ولو عبرت (٧) بالعبارة الأولى لقلت ولا أرى واديا أقل به ركب أتوه(٨).
__________________
ـ مررت فإن الاعتراض لا يكون إلا بين كلام أو كلامين متصلين معنى عند الجمهور لنكتة وهي هاهنا تفظيع شأن وادي السباع. (حكيم).
(١) أو حال من فاعل أثره ، أي : حال كونهم ذوي آية أو ظرف أي : في زمان تأية بتقدير المضاف. (معرب).
(٢) أي : ولا أرى أيضا واديا مخوقية زائدة من مخوفية وادي السباع.
(٣) قوله : (يقول) نقل عن الشارح حاصل معنى الشعر من أن توقف الركب في وادي السباع أقل من توقفهم في سائر الأودية وأن وادي السباع أخوض من كل واد إلا وقت وقاية الله تعالى بالساري في وادي السباع. (سيالكوني).
(٤) وإنما قال : (ولا أرى) ومقتضى السابق أن يقول : وما رأيت ليفيد أنه ما أرى ولا يرى قط ؛ لأنه لو رأى مثله لم يأت الحكم بأنه لا يرى قط فتأمل.
(٥) قوله : (أقل من توقفهم) إشارة إلى أن زيادة الأقلية ونقصانها بالنسبة إلى توقفهم ؛ لأن التوقف لازم من الخوف. (أيوبي).
(٦) قوله : (ويكون ذلك الوادي) إشارة إلى أنه لما سلط النفي على الزيادة في أقل وأخوف انتفت الزيادة والمساواة فيقي المعنى أن ذلك لوادي الذي حررت به يكون أخوف.
(٧) ولما كان ما يعبر به هذا المعنى طرفين :
ـ أحدهما : جعل المفضل عليه الركبان كما هو المفهوم من العبارة التي هي أصله.
ـ وثانيهما : وجعله وادي السباع كما في عبارة المصنف بعد تعبير هذا الأصل وأراد أن يشير إلى العبارتين المذكورتين. (محرم).
(٨) ولو لم يكن المراد بالمعنى الحدث فقط بل الحديث والزمان لزم اقتران الزمان بنفسه وهو باطل فتعين أن المراد به الحدث.