(النفي) (١) بدخول أدواته (٢) عليها لفظا ، وهو ظاهرا وتقديرا (٣) كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف : ٨٥] أي : لا تفتؤ (٤).
فإنه لو لم تدخل أدوات النفي عليها لم يلزم نفي النفي المستلزم الاستمرار المقصود منها.
(وما دام (٥) لتوقيت أمر) أي : تعيينه (بمدة ثبوت خبرها لفاعلها) بأن جعلت تلك المدة ظرف زمان له ، وذلك (٦) لأن لفظة (ما) مصدرية ، فهي مع ما بعدها في تأويل (٧) المصدر وتقدير الزمان (٨) قبل المصادر كثير.
__________________
(١) يعني : إذ قد حذف حرف النفي لفظا ويراد معنى وذلك في جواب القسم ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) أي : لا تفتؤ ، وقول امرئ القيس :
فقلت لها والله أبرح قاعدا
ـ أي لا أبرح. (خبيصي).
(٢) إن كانت ماضية فما ولم ولا في الدعاء ، وإن كانت مضارعة فما ولا ولن والأولى أن لا يفصل بين ما ولا وبينهما بظرف وشبهه وإن جاز ذلك فيغير هذه الأفعال لا ليوم جئتني ولا أمس. (سيالكوني).
(٣) وحذفها لم يسمع إلا في مضارعاتها وإنما جاز حذفها لعدم اللبس ؛ إذ قد تقرر أنها لا تكون ناقصة إلا معها ويحذف مع القسم كثيرا. (رضي).
(٤) ولا يجيء منهم الأمر والنهي إلا ما زال فإنه قد جاء منه النهي كقول الشاعر :
صاح شمرة ولا تزل ذاكر |
|
الموت فنسيانه ضلال مبين |
ـ (مرشح).
(٥) اعلم أن ما دام يكون تامة بمعنى بقي ، كقوله تعالى : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)[هود : ١٧] وبمعنى سكن أيضا ، كقوله عليهالسلام : «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الساكن» [أخرجه مسلم (٢٨١)]. (أمير).
(٦) قوله : (وذلك) بيان لكون مدلولات التوقيت المذكور باعتبار وضعها التركيبي ولا ينافي في ذلك صيرورته علما بعد لاستعمال في الظرفية بحيث لا يصح تقدير الزمان معه. (حكيم).
ـ أي : مادة ذلك المراد دلالتها على الوقت حاصل به. (أيوبي).
(٧) إذا استعمل ظرفا كما في شرح المفصل إذ يقد قبله زمان كما قاله الرضي واستبعده الشارح. (وجيه الدين).
(٨) قوله : (تقدير الزمان) جعل تقدير الظرف هنا فرع تقديره في المصادر ولك مندوحة عنه ؛ لأن ما في ما دام صار علما في تقدير الزمان معه حتى يمتنع ذكر الزمان معه ، وليس الأمر بهذه المثابة في شيء من المصادر. (عصام).