(ما وضع) أي : فعل (١) وضع (لدنو الخبر) أي (٢) : للدلالة على قرب حصوله للفاعل (رجاء) منصوب على المصدرية (٣) بتقدير مضاف ، أي دنو (٤) رجاء بأن يكون ذلك الدنو بحسب رجاء المتكلم ، وطمعه حصول الخبر له ، لا بجزمه به.
ف : (عسى) في قولك : (عسى زيد أن يخرج) يدل على قرب حصول الخروج لزيد ، بسبب أنك ترجو ذلك وتطمعه ، لا أنك جازم به.
(أو) وضع لدنو الخبر وقرب ثبوته للفاعل (حصولا) أي : دنو حصول ، بأن يكون إخبار المتكلم بذلك الدنو لإشراف الخبر على حصوله للفاعل.
__________________
(١) إشارة إلى أن التعريف لفعل المقاربة ؛ إذ التعريف للماهية دون الأفراد فقوله : (أفعال المقاربة) بتقدير هذا باب أفعال المقاربة وقوله : (ما وضع) خبر للعائد إلى فعل المقاربة أي : هو ما وضع. (عصام).
ـ فالوصول إما خبر مبتدأ محذوف عن هو الراجع إلى الفعل المفهوم في ضمن الجمع أو إضافة الأفعال للجنس فتبطل الجمعية فيكون خبرا لها واختار صيغة الجمع للإشارة إلى تقديرها كما تقرر في الأصول. (عبد الحكيم).
(٢) لما لم يكن الدنو المذكور تمام ما وضع له أفعال المقاربة لدخول النسبة والزمان في مدلولها أيضا والمتبادر مما وضع له تمام الموضوع له لم يجعل اللام صلة للوضع وجعلها للغرض قدر الدلالة والظاهر أن المراد بيان المعنى المشترك بينها الذي به يمتاز عن باقي الأفعال كما في تعريف الأفعال الناقصة فلا حاجة إلى تقدير الدلالة. (سيالكوني).
(٣) حاصل كلامه أن الدنو الذي اعتقده المتكلم قد يكون سببه ومنشؤه رجاء المتكلم الحصول الخبر للفاعل وقد يكون جزمه بإشراف الخبر على الحصول من غير أن يشرع فيه وقد يكون جزمه بشروع الفاعل في الخبر فالدنو يتنوع أنواعا ثلاثة باعتبار منشأ وسبب حصوله في ذهن المتكلم والأول مدلول عسى ، والثاني مدلول كاد ، والثالث مدلول طفق. (فاضل محشي).
(٤) يعلم منه عسى موضوع لرجاء دنو الخبر ومثل لنفس دنو حصول الخبر ومثل أخذ لدنو الشروع في الخبر وليس كذلك فإن عسى لم توضع لطمع دنو الخبر بل للطمع مطلقا سواء يرجى حصوله عن قريب أو مدة مديدة نحو : عسى الله أن يدخلني الجنة وأخذوا مثاله موضوعة لنفس الشروع في الخبر لا لدنو الشروع فيه صرح بذلك الرضي فالعبارة المتجردة كما قال صاحب المنهل أقوال المقاربة ما وضع لدلالة ما على دنو حدوث الخبر ككاد أو على رجائه كعسى أو على الأخذ فيه طفق.