ف : (كاد) في قولك (كاد زيد أن يخرج) يدل على قرب حصول الخروج لزيد لجزمك بقرب حصوله.
(أو) وضع لدنو الخبر وقرب حصوله للفاعل (أخذا فيه) أي : دنو أخ وشروع في الخبر ، بأن يكون ذلك الدنو بسبب جزم المتكلم بشروع الفاعل في الخبر بالتصدي لما يفضى إليه.
ف : (طفق) في قولك : (طفق زيد يخرج) يدل على قرب حصول الخروج لزيد بسبب جزم المتكلم بشروعه فيما يفضي إليه.
(فالأول) ما وضع لدنو الخبر رجاء (عسى).
قال سيبويه : عسى (١) طمع وإشفاق.
فالطمع في المحبوب ، والإشفاق في المكروه ، نحو : (عسيت أن أموت) ومعنى الإشفاق : الخوف.
(وهو غير متصرف) حيث لا يجيء منه (٢) مضارع ومجهول وأمر ونهي إلى غير ذلك من الأمثلة.
وإنما لم يتصرف في (عسى) لتضمنه معنى إنشاء الطمع والرجاء ك : (لعلّ) (٣) والإنشاءات (٤) في الأغلب من معاني الحروف ، والحروف لا يتصرّف فيها.
__________________
(١) يعني : أن لفظ عسى يجب كون اتصال الفاعل بالخبر نوعان الأول طمع.
ـ قوله : (عسى طمع وإشفاق) فيخرج عن تعريف فعال المقاربة عسى للإشفاق فينبغي أن يقول رجاء أو إشفاق لا تقول عسى الإشفاقية موضوعة لدنو الخبر رجاء لأنا نقول قيد الحيية مراد وكيف لا وأفعال المقاربة قد يكون لبعضها معنى لا يكون باعتباره منها.
ـ قوله : (قال سيبويه : عسى طمع) المقصود من هذا الكلام إفادة أن القسم الأول مقصود ومختص بعسى وليس عسى مختصا به فغنه يجيء للإشفاق أيضا وحينئذ لا ترد ما قيل : إنه يجب أن يوق لالمص رجاء أو إشفاقا ؛ إذ ليس المقصود ضبط المعاني بل ضبط الأقسام ولا قسم خارج عن الأقسام الثلاثة وأن كان لما وضع للقسم الأول معنى آخر.
(٢) إلا أنه منصرف في نفسه فإنه يجيء منه صيغة الماضي كلها.
(٣) ولهذا لا يستعمل في المحال فلا يقال عسى زيد أن يطير.
(٤) قوله : (والإنشاءات) أي : المعاني الإنشائية من التمني والترجي والعرض والقسم ـ