(لها) أي : لهذه الحروف (صدر الكلام) (١) وجوبا ليعلم (٢) من أول الأمر أنه أي قسم من أقسام الكلام ، إذ كل منها يدل على قسم منه ، كالكلام المؤكد والمشتمل على التشبيه والاستدراك والتمني والترجي.
(سوى أن) المفتوحة (فهي بعكسها) (٣) أي : بعكس باقيها ، على حذف (٤) المضاف ، بأن تقتضي عدم الصدارة ؛ لأنها مع اسمها وخبرها في تأويل (٥) المفرد ، فلا بدّ لها من التعلق بشيء آخر حتى يتم (٦) كلاما ، وحينئذ لو وقع في الصدر اشتبهت ب : (إن) المكسورة في صورة الكتابة.
وإنما حملنا العكس على اقتضاء عدم الصدارة لا على عدم (٧) اقتضاء الصدارة ؛ لأن مجرد (٨) الاستثناء يكفي في ذلك.
__________________
(١) أراد بالكلام مقابلة الكلمة أي : هذه الأحرف تقع في صدر مركب تام يصح السكوت عليه. (ك).
ـ والمراد من الكلام المؤكدان ؛ لأن مع اسمها وخبرها كلام تام يفيد التحقيق. (لمحرره).
(٢) قوله : (ليعلم من أول الأمر) أي : يعلم السامع من أول الأمر وهذا العلم واجب دفع الحيرة السامع وتوهمه أن لا معنى غيرها إفادة المتكلم. (سيالكوني).
(٣) أي : لا يكون لها صدر الكلام لكونها مع ما بعدها معمولا العامل ما قبلها وحق المعمول أن يكون مؤخرا فجاءت على الأصل. (رضا).
(٤) قوله : (على حذف المضاف) كيلا يلزم كون ان المفتوحة بعكس نفسها لدخولها في المرجع وإنما لم يرجع الضمير إلى ما بقى بعد الاستثناء رعاية للسابق واللاحق فإن الضمير فيها راجع إلى الحروف كلها. (عبد الحكيم).
(٥) لأن إذا المفتوحة تشبه أن المخففة بفتح الهمزة وهي تجعل ما بعدها في تأويل المفرد بخلاف أن المكسورة ؛ لأنها تشبه أن المخففة بكسر الهمزة وهي للشرط ويكون ما بعدها جراء وهو جملة فكان الشرط مع جزائه كلاما تاما جملة شرطية. (وافية).
(٦) أي : حتى يكون الكلام المشتمل على الجملة بالمفتوحة كلاما تاما لضم شيء آخر. م.
(٧) أي : لا حاجة عدم اقتضاء الصدارة على قوله : (بعكسها بل الحاجة اقتضاء أن المفتوحة. (حاشية).
(٨) وحينئذ يحمل الكلام على التأسيس لا على التأكد أن حملنا العكس على عدم اقتضاء الصدارة كأن تأكيدا وأن حملنا على اقتضاء عدم الصدارة يكون تأسيسا والتأسيس أولى من ـ التأكيد لمحرره. ـ