(إن زيد قائم) أفدت ما أفدت بقولك : (زيد قائم) مع زيادة التأكيد (وأن) المفتوحة (مع جملتها) أي : مع اسمها (١) وخبرها سماها (٢) جملة باعتبار ما كانت عليه قبل دخولها عليهما (في حكم المفرد ، ومن ثمة) أي : ومن اجل الفرق المذكور (وجب الكسر في موضع الجمل) أي : في موضع يقتضي الجمل (و) وجب (الفتح في موضوع المفرد) أي : في موضع يقتضي المفرد.
(فكسرت إن ابتداء) أي : في ابتداء (٣) الكلام لكونه موضع الجملة ، نحو : (إن زيدا قائم) (و) كسرت أيضا (بعد (٤) القول) وما يشتق منه ؛ لأن مقول القول لا يكون إلا جملة ، نحو : (قال زيد : إن عمرا قائم) (و) كسرت أيضا (بعد) الاسم (الموصول) (٥) لأن صلة الموصول لا تكون إلا جملة نحو : (جاءني الذي إن أباه قائم).
__________________
ـ الأحوال المشتركة بينهما ولم يبين معنى أن المكسورة والمفتوحة لشهرة كونهما للتأكيد فالمكسورة لتأكيد النسبة التامة والمفتوحة فتأكيد نسبة الإضافية المسبوقة من الاسم والخبر. (عبد الحكيم).
(١) وهذا إشارة إلى أن المراد بالجملة في قوله : (معنى الجملة خفيفة الجملة بخلاف ما ذكر هنا فإنها ليست بجملة حقيقة بل بعلاقة الكون السابق وإلى هذا أشار بقوله : (باعتبار ما كان عليه فيكون.) (محرره).
(٢) فيكون إطلاق الجملة على زيد قائم في بلغني أن زيد قائم مجاز باعتبار ما كانت عليه.
(٣) قوله : (أي في ابتداء الكلام) سواء كان في أول كلام المتكلم نحو : أن زيدا قائم أو في وسط كلامه إذا كان ابتداء كلام آخر نحو : أكرم زيد أنه فاضل مقولك كلام مستأنف وقع عليه لما تقدم فالمراد بابتداء الكلام كلام المتكلم المستأنف كما يشعر كلامه سواء سبق أو لم يسبقه أصلا. (وجيه).
ـ أشار إلى أن ابتداء مفعول فيه لقوله : (كسرت أما بتقدير المضاف عند الجمهور أي : في وقت ابتداء ليصح حذف في أو بلا تقدير عند إلى على فإن المصدر عنده بنزل منزلة الظرف. (محرره).
(٤) وما وقع بعد القول فليس ابتداء كلام المتكلم وإنما هو ابتداء كلام محكي عنه وكذا وما وقع بعد الموصول وغيره مما هو من مواضع الجل ليس بابتداء كلام المتكلم المستأنف وإنما هو تتمة لما قبله فصح المقابلة بينه وبين كونه.
(٥) كقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ ...)[القصص : ٧٦] الآية إذ الصلة موضع الجملة وبعد واو الحال نحو : (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) الآية لأن واو الحال لا تدخل إلا على جملة وجواب القسم نحو : والله أن زيدا كريم وحتى للابتداء نحو : مرض زيد حتى أنه لا يرجى وبعد إلا وأما نحو : إلا أنهم هم السفهاء وقبل اللام للابتداء نحو : قد يعلم أن ليحزنك. (موشح).