(وكأن للتشبيه) (١) أي : لإنشائه (٢).
وهي حرف برأسه على الصحيح حملا على أخواتها ، ولأن الأصل عدم التركيب ومذهب (٣) الخليل إنها مركبة من الكاف و (إن) المكسورة وأصل (كأن زيدا الأسد) : إن زيدا كالأسد ، قدمت الكاف ليعلم إنشاء التشبيه من أول الأمر.
وفتحت الهمزة ؛ لأن الكاف في الأصل جارة ، وإن خرجت عن حكم الجارة.
والجارة إنما تدخل على المفرد ، فراعوا الصورة ، وفتحوا الهمزة ، وإن كان المعنى على الكسر.
(وتخفف) أي : كأن (فتلقى) عن العمل (على) الاستعمال (الأفصح) لخروجها عن المشابهة لفوات فتحة الآخر ، كقول الشاعر :
ونحر (٤) مشرق اللون كأن ثدياه (٥) حقان
__________________
ـ تقوم ؛ لأن الخبر ح هو الاسم ولا يجوز تشبيه الشيء بنفسه والجواب أن الخبر ليس عبارة عن الاسم ؛ لأن المعنى كأنك رجل قائم إلا أنه لما حذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه وجعل الاسم بسبب التشبيه كأنه الخبر صار الضمير في الصفة عائدا إلى الاسم لا الموصوف فيقال كأنك تقوم بخطاب تقوم وإن كان في الأصل كأنك رجل يقوم بالغيب. سيد عبد الله.
(١) قوله : (لإنشائه) وهو الغالب عليها والمتفق عليه وزعم ابن سيدة أنه لا يكون إلا إذا كان خبرها جامدا بخلاف كأن زيدا قائم أو في الدار أو يقوم فإنها في ذلك كلمة الظن ؛ لأن الخبر في المعنى هو الاسم والشيء لا يشبه بنفسه ولذا لا يقال كأني المسيء. سيالكوني.
(٢) قوله : (ومذهب الخليل) فهي عنده للتشبيه والتأكيد ، في المغني : أنه مذهب الأكثر ، حتى قيل : إنه كالمجمع عليه. (حكيم).
(٣) أوله وصدر تشرق النحر على ما في الرضي ووجه مشرق النحر على ما في شرح التسهيل وبحر مشرق اللون على ما في شرح لب الألباب. (محرره).
ـ قوله : (ونحر مشرق اللون) والواو وبمعنى رب والنحر بفتح النون وسكون الحاء المهملة الصدر وهو معروف وقوله : (مشرق اللون من قوله : (م أشرق وجهه إلى أضاء وتلألأ والثدي يذكر ويؤنث وهو المرأة والرجل أيضا والجمع أثد وثدى وامرأة ثدياء أي : عظيمة الثديين والحقتان تثنية حقة بضم الحاء المهملة وهي مصدرة وإنما حذفت التاء من الختان والأصل حقتان تاء التأنيث لضرورة الشعر. شرح الأبيات.
(٤) والقياس أن يقال حقتان ؛ لأن تاء التأنيث لا تحذف من تثنية إلا في خصيان وإليان إلا أنه حذف مهنا للضرورة. حسن حلبي.
(٥) ولما كانت كأنه في صورة المفتوحة وقد عرفت حال المخففة المفتوحة بأنها لا تعمل في ـ