المتصرف ، بخلاف غير المتصرف ، مثل : (أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) [النجم :٣٩]، و (أَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) [الأعراف : ١٨٥].
(السين) نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) [المزمل : ٢٠].
(أو سوف) كقول الشاعر :
واعلم فعلم المرء ينفعه |
|
أن سوف يأتي كل ما قدرا |
(أو قد) نحو : (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) [الجن : ٢٨].
ولزوم هذه الأمور الثلاثة للفرق (١) بين المخففة وبين (أن) المصدرية الناصبة ، وليكون كالعوض من النون المحذوفة.
(أو حرف النفي) نحو : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) [طه : ٨٩].
وليس لزوم حرف النفي إلا ليكون كالعوض من النون المحذوفة.
فإنه لا يحصل بمجرده الفرق بين المخففة والمصدرية ، فإنه يجتمع مع كل منهما.
فالفارق بينهما ، إما من حيث المعنى ؛ لأنه إن عني به الاستقبال فهي (٢) المخففة وإلا فهي المصدرية.
وإما من حيث اللفظ ؛ لأنه إن كان الفعل المنفي منصوبا فهي مصدرية وإلا فهي (٣) مخففة.
__________________
ـ حرفي المصدر وإنما حصل الفرق ؛ لأن المصدرية لا تجتمع بهذه الأمور أما لفظا فلعدم جواز الفصل بينها وبين معمولها لضعفها في العمل وأما معنى فلان حروف التنفيس مخلصة للفعل إلى الاستقبال فلذا لا تجامع الناصبة مع الفعل لأنها أيضا مخلصة له فيلزم الاستدراك وأما قد فلا يصحب فعلا دخل عليه ما يجعله مستقبلا وأما حرف النفي فزيادة مضادة مع تلك الحروف الثلاثة ولذا يجمع بينهما وبما ظهر وجه تخصيص اختيار هذه الحروف للفرق مع أن الفرق يحصل بمجرد الفصل. (حكيم).
(١) هكذا في النسخ التي رأيناها والصواب إن عنى به الاستقبال فهي المصدرية وإلا فهي المخففة ؛ لأن المصدرية يخصص المضارع للاستقبال دو المخففة. (سيالكوني).
(٢) أي : وأن لم يكن منصوبا بل مرفوعا كقوله تعالى : (أَلَّا يَرْجِعُ) فخففه. (محرره).
(٣) وقال الزجاج كأن للتشبيه إذا كان الخبر جامدا وللشك إذا كان مشتقا نحو : كأنك قائم أو ـ