فرفعت ذلك التوهم بقولك : (لكن عمرا لم يجئ).
(تتوسط) (١) أي : لكن (بين كلامين متغايرين) نفيا وإثباتا (٢).
(معنى) أي : تغايرا (٣) معنويا.
والضروري هو المعنوي ولهذا اقتصر عليه (٤).
واللفظي قد يكون النفي صريحا نحو : (جاءني زيد لكن عمرا لم يجئ) وقد (٥) لا يكون ، نحو : (زيد حاضر لكن عمرا غائب).
(وتخفف) أي : لكن (فتلغى) (٦) عن العمل لخروجها عن المشابهة.
وأشبهت العاطفة لفظا ومعنى فأجريت مجراها بخلاف (إن ، وأن) المخففتين فإنه ليس لهما ما أجريتا عليه (٧).
وفي بعض النسخ (على الأكثر) وكأنه إشارة إلى ما جاء عن يونس والأخفش إنه يجوز إعمالها قياسها على أخواتها المخففة.
وقال الشارح الرضي : ولا أعرف له شاهدا.
__________________
(١) يعني أن كان الكلام الذي ما قبلها مثبت فيكون ما بعدها منفيا وإن كان ما قبلها منفيا فيكون ما بعدها مثبتا. (لمحرره).
(٢) قوله : (تغايرا معنويا) يجب أن يكون عين الأول موهما لنقيض الثاني. (حكيم).
ـ أشار إلى أنه مفعول مطلق بيان النوع المتغاير وهو التغاير المعنوي.
(٣) ولم يكتف بالإطلاق الذي يفيد التغاير الكامل وهو التغاير اللفظي. (محرم).
(٤) هذا المثال مما أثبته الرضي وأحكمه القرآن حيث وقع فيه وأن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
(٥) وخالف فيه يونس فاعملها كالمشدودة وليست عنده حرف عطف وهو ضعيف ؛ لأنه لم يظهر لها عمل أصلا في موضع من الاستعمال. (قطب قالي).
(٦) يعني : إن مادة الألف والنون مخالفة لهما بعد التخفيف فإنهما بعد التخفيف وإن خرجتا عن المشابهة لكن لم يحصل لهما مشابهة أخرى بحرف عين عامل مثلهما هذا في النسخ الكثيرة من غير قيد. (عبد الله أفندي).
(٧) لأن لكن المشدد للاستدراك فلا مانع من دخول العاطف بخلاف المخففة فإن المعطف فلا ـ