ولا يجوز خلوها من الفائدتين معا ، وإلا لعدت عبثا ، ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ، ولا سيما في كلام الباري سبحانه وتعالى.
(إن ، وأن) (١) مخففتين (ما ، ولا ، ومن ، والباء ، واللام).
ف : (إن) بكسر الهمزة وسكون النون تزاد (مع (٢) (ما) النافية) (٣) كثيرا لتأكيد النفي نحو : (ما إن رأيت زيد) أي : ما رأيت زيدا.
(و) قلت) أي : زيادة (إن) (مع ما المصدرية) (٤) نحو : انتظرني ما إن جلس القاضي ، أي : مدة جلوسه.
(و) قلت : زيادتها أيضا مع (لما) نحو : (لما إن قام زيد قمت).
(وأن) بفتح الهمزة وسكون النون تزاد (مع لما) كثيرا نحو : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ).
(و) تزاد (بين لو والقسم) المتقدم عليه نحو : (والله أن لو أقم زيد قمت).
(وقلت) زيادتها (مع الكاف) نحو :
__________________
(١) قوله : (أن وأن) قيل : لم يبينوا في أن هل هو أن الشرطية أو النافية أو المخففة من المثقلة وفي أن هل هي المخففة أو الناصبة أو المفسرة والاحتمال قائم وهو فإنها غيرها لذكرها مقابلا لها في المغنى ذكر فيه أن الأخفش قال أن الزائدة تنصب المضارع مكن والباء الزائدتين وجعل منه قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ)[إبراهيم: ١٢] ، (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ)[البقرة : ٢٤٦ :] وقال غيره إنها مصدرية وإنما لم يجز ثلاثة إن تعمل لعدم اختصاصها بالأفعال بخلاف حرف الجر الزائد فإنه كالحرف الأصلي في الاختصاص بالاسم فذلك عمل ثم قال ولا معنى ؛ لأن الزائد على التوكيد كسائر الزوائد. (سيالكوني).
(٢) وعند الفراء أنها أن النافية دخلت على ما النافية للتأكيد واجتماعهما لتأكيد النفي كاجتماع أن واللام لتأكيد الإثبات وعند غيره أن جواز اجتماعهما في الإثبات لوجود الفاصل. (موشح).
(٣) دخلت على جملة كما في الشرح أو اسمية كقولنا فما أن ظباء جئن وفي هذه الحالة تكف ما الحجازية عن العمل وقد تزاد بعد ما الموصولة الاسمية وبعد إلا الاستفتاحية. (حكيم).
(٤) وكذا الاسمية نحو : قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ)[الأحقاف : ٢٦] وبعد ألا للتنبيه نحو: إلا أن قام أبوه. (عصام).