(وما بعده خبره) فقوله : (خبره) إما مرفوع على أنه خبر والجملة حال أو منصوب عطفا على ثاني مفعولي (١) (يجعله) (٢) وإنما يعرف من (٣) العرب جعله مبتدأ برفع ما بعده في مثل : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ) و (علمت زيدا هو المنطلق).
وفي بعض نسخ المتن (مبتدأ ما بعده خبره) بدون الواو وحينئذ الرفع متعين.
(ويتقدم قبل الجملة) (٤) وإيراد لفظ (قبل) لتأكيد التقدم ؛ لأن تقديم الضمير على مرجعه غير معهود ، ولا يبعد أن يقال معنى الكلام : ويقع متقدما من غير سبق مرجع(٥) ، وذلك بحسب المفهوم أعم من أن يكون قبل الجملة أولا فلذلك قيده بقوله (قبل الجملة) أي : قبل (٦) هذا الجنس (٧) من الكلام.
(ضمير (٨)
__________________
(١) الصواب أنه من بابل عطف المعمولين بعاطف واحد على معمولتين.
(٢) وما مع صلته في محل النصب معطوف على الضمير المنصوب في يجعله. (الهندي).
(٣) أراد الشارح أن يذكر العلامة التي يعرف بها جعله مبتدأ فقال : (إنما يعرف). (أيوبي).
(٤) إشارة إلى دفع ما أورد في الحواشي الهندية من أن لفظ قبل حشو لا فائدة فيه إذا الغرض يحصل بأن يقول ويتقدم الجملة ضمير غائب ووجه الدفع أن هذا مقام إنكار ؛ لأن تقديم الضمير على مرجعه الذي هو الجملة غير معهود فأكد التقديم بلفظ قبل لدفع الإنكار أو يقال ليس المراد ويتقدم الجملة ضمير غائب حتى يلزم الحشو بل المراد ويقع متقدما وهذا بحسب المفهوم أعم من أن يكون ما قبل الجملة وقبل المفرد فخض وقيد بقوله : (قبل الجملة) كما يخص جميع العمومات فلا حشو ولا استدراك كما في سائر العمومات والتخصيصات فكأنه قال ويقع متقدما على الجملة. (وجيه الدين).
(٥) قوله : (من غير سبق مرجع) فليس بداخل في المراد لدفع الحشو وإنما هو تخصيص دفع انتقاض نحو الشاه هو زيد قائم كما سيصرح به. (وجيه).
(٦) قوله : (أي : قبل هذا الجنس من الكلام) سيشير إلى توجيه ما أعاد المصنف المعرفة بالظاهر حيث قال يفسر بالجملة مع أن المتبادر إعادة المعرفة بالضمير لكن هذا إذا كان المراد بالثاني عين الأول وأما إذا كان غير الأول فبالظاهر كما في هذا المقام إذ المراد بالجملة الأولى جنس الجملة وبالثانية الخصة من الجنس المذكور فهما متغايران.
(٧) دفع توهم يرد على عبارة المصنف بأن قوله : (بالجملة) في قوله : (يفسر بالجملة) بعده مستدرك لا فائدة له ؛ لأن المقام مقام الضمير فالحق أن يقول : بما بعدها بأن يقال : معناهما مختلف فإن أريد بها ما هو أخص مما قبلهما وفي مثله يؤتى بالضمير.
(٨) اعلم أن هذا الضمير مفارق سائر الضمائر من وجوه الأول : أنه لا يحتاج إلى تقديم ما ـ