(والمقابلة) وهو ما يقابل نون جمع المذكر السالم ك : (مسلمات) فإن الألف والتاء فيه علامة الجمع ، كما أن الواو علامة جمع المذكر السالم ، ولم يوجد فيه ما يقابل النون في ذلك ، فزيد التنوين في آخره ليقابله.
وتوهم بعضهم أنه للتكن وهو خطأ ؛ لأنه إذا سميت بمسلمات مثلا امرأة يثبت فيها التنوين ، ولو كانت للتمكن لزالت (١) للعلتين : العملية ، والتأنيث.
وظاهر أنه ليس تنوين التنكير لوجوده فيما كان علما ك : (عرفات) ولا تنوين العوض لعدم مساعدة المعنى (٢) ، ولا تنوين الترنم لوجوده في غير أواخر الأبيات والمصاريع فتعين أن يكون للمقابلة ؛ لأنها معنى مناسب (٣) لحمل التنوين عليه.
(والترنم) (٤) : وهو ما لحق أواخر الأبيات والمصاريع لتحسين الإنشاد ؛ لأنه حرف يسهل به ترديد الصوت في الخيشوم ، وذلك الترديد من أسباب حسن الغناء.
__________________
(١) قوله : (لزالت) ولنا سميت بمسلمة زال تنوينها وقال الزمخشري أنها تنوين الصرف وأن سمي به لضعف تأنيثه لعدم تمحض تائه للتأنيث ؛ لأن مع الألف علامة الجمع ولا يصح تقدير تاء فيه غيرها ؛ لأن اختصاص هذه التاء لجمع المؤنث يأبى عن ذلك كتام اخت وبنت مع أن التاء فيهما بدل من الواو يمنع عن تقدير تاء أخرى. (سيالكوني).
(٢) قوله : (لعدم مساعدة المعنى) أي : معنى العوض هاهنا إذا لا شيء محذوف هاهنا حتى يعوض عنه. (وجيه الدين).
(٣) لمشاركة النون في كون كل منهما علامة تمام الاسم فقط من غير دلالة على شيء. (ك).
(٤) وإنما سمي هذا التنوين تنوين الترنم ؛ لأنها إنما يجيء بها لوجود الترنم هو رفع الصوت يقال ترنم بكذا إذا رفع الصوت وذلك ؛ لأن حرف العلة مدة في الخلق فإذا أحدث منها التنوين يحصل الترنم ؛ لأن التنوين يمسه الخيشوم. (سعيد حلبي).
ـ وإنما سمى هذا التنوين تنوين نترنم لكونها عن حرف الترنم هو حرف المد واللين. (وافية).
ـ قوله : (أواخر الأبيات) في القاموس البيت من الشعر والمدور وبيت الشاعر والمصاريع جمع مصراع ومصراعا البيت من الشعر شبها بمصراع الباب لاستوائهما كذا في شمس العلوم والمصراعان من الأبواب والشعر ما كانت قافيتان في بيت وبابان منصوبان يتضمنان جميعا مدخلهما في الوسط منهما وشرع الشعر والباب جعله مصراعين ولعل استعمال هذين اللفظين في الشعر بطريق التشبيه. (عبد الحكيم).