وإما أن يلحق القافية المقيدة وهي ما كان رويها حرفا ساكنا صحيحا كان أو غير صحيح.
وسميت مقيدة لتقيد الصوت بها وامتناع امتداده ؛ لأنه ليس هناك حركة يحصل من إشباعها حرف الإطلاق ليتيسر امتداد الصوت كقول الشاعر :
وقاتم (١) الأعماق خاوي المخترقن |
|
مشتبه الأعلام لماع (٢) الخفقن |
فإن روى القافية في هذا البيت القاف الساكنة ولا يمكن مد الصوت بها ، فحركت عند التغني بالفتح أو الكسر والحق بها النون ، فقيل (المخترقن ، والخفقن).
ويسمى هذا القسم من التنوين (الغلي) لأن الغلو هو التجاوز عن الحد.
وقد تجاوز البيت بلحوق هذا التنوين عن حد الوزن ، ولهذا يسقط عند التقطيع.
وليس للقسم الأول اسم يختص به.
وأعلم أن تنوين الترنم ليس موضوعا بإزاء معنى من المعاني ، بل هو موضوع لغرض الترنم (٣) ؛ لأن معناه الترنم كما أن حرف التهجي موضوع لغرض التركيب ، لا بإزاء معنى من المعاني.
__________________
(١) قوله : (القاتم الظلم) والعمق بفتحتين وبالضم ما بعد من أطراف المغازة والجمع أعماق والحاوي الحالي والمحترفين بفتح الراء وكسر القاف الحمر والطريق وقيل سهب الريح بحرقة والإعلام جميع علم وهو ما يهتدي به في الطريق والخفق بالسكون الاضطراب يقال خففت الدابة والقلب والسراب إذا اضطرب يقال خففت الدابة والقلب والسراب إذا اضطرب حرك للضرورة والمراد بالسراب الحافق نعت المصدر والمعنى رب مغارة مظلمة الأطراف حالية الممر لم يسكنها أحد ولم يتميز فيها إعلام لظلمتها أو لغمومها لماعة السراب وجواب رب محذوف أي : قطعته. (سيالكوني).
(٢) والمعنى رب مهمة مظلم الجواب في المرائي بعيد الأطراف حالي الطريق عن الأشجار مشتبه الإعلام غير متميزة لماع السراب قطعته. (وجيه).
(٣) وذلك لأن المقصود منه حصول الترنم في الخارج لا إفهام معنى الترنم وحصوله في الذهن. (س).
ـ أي : رفع الصوت وحسنه.