وفي بعض النسخ (للساكنين) أي : لالتقاء الساكنين ، كقول الشاعر :
لا تهين (١) الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه |
أي لا تهين ، حذفت النون الخفيفة لالتقائها اللام الساكنة ، والتي بعدها ، وأبقيت فتحة ما قبلها لتدلّ عليها إلا لكان الواجب أن يقال : لا تهنّ (٢) الفقير.
ولم يحركوها (٣) كما يحرك التنوين فرقا (٤) بينهما.
وإنما (٥) لم يعكس (٦) خطا لمرتبة ما يدخل الفعل عن مرتبة ما يدخل الاسم ،
__________________
ـ الساكن مطلقا سواء كان بعد ضمة أو كسرة أو فتحة نحو : اضرب الرجل واضرب الرجل يريد اضربن اضربن اضربن فحذفت لالتقاء الساكنين تشبيها بحرف العلة إذا لاحظ لها في الحركة وما قبل أن الحذف للساكنين لا يكون إلا للأول ففيه إنهم صرحوا بلا خلاف في أن المحذوف من مقول الواو والأول والثاني. (س).
(١) قوله : (لا تهين الفقير) علك بمعنى لعلك لغة فيه أجري مجرى عسى في دخول أن في خبرها والمعنى لا تهين الفقير عسى أن تركع وتزل والزمان رفعة وأعزه فيستغنى هو تفتقر أنت ؛ لأن أحوال الزمان لا تدوم. (وجيه الدين).
ـ أول البيت :
لكل هم من الهموم سعة |
|
والمسى والصبح لا بقاء معه |
قد يجمع المال غير آكله |
|
ويأكل المال غير من جمعه |
(٢) بدون الياء فإنها يحذف لاجتماع الساكنين وهو الياء والنون. (رضا).
(٣) قوله : (ولم يحركوها) هذا ج عن س م وهو أن يقال حذفت النون المخففة من لا تهين لالتقاء الساكنين ولم يحركوها كما حركوا التنوين حين لزوم التقاء الساكنين في مثل عاد الأولى فأجاب بقوله : (ولم يحركوها. (علي المرتضي).
(٤) بكسر النون التي هي لام الفعل لملاقاة الساكن وعدم إعادة الياء التي هي عين الفعل ؛ لأن العين بيان المحذوف لا الساكنين لا تعاد بسبب الحركة العارضة التي لابد وصفها يسبب النون التأكيد فهي تأتي بها ثم محذوفة. (هندي).
(٥) قوله : (وإما لم يعكس) يعني وإنما اختاروا الحذف في النون والتحريك في التنوين ولم يعكسوا الأمر. (عبد الله أفندي).
(٦) قوله : (خطا المرتبة ... ما يدخل) ولأن التنوين اللازم بخلاف النون فهو أولى بالحفظ ـ