على التمييز (١) (مفرد) لأنها لما كانت للعد ووسط العدد (٢) وهو من (أحد عشر إلى تسعة وتسعين) مميزه مفرد ، منصوب جعل مميزها كذلك ؛ لأنه لو جعل كأحد الطرفين لكان (٣) تحكما (٤).
(و) كم (الخبرية) مميزها (مجرور) (٥) بالإضافة (٦) (مفرد) تارة ومجموع (٧) أخرى.
تقول : (كم رجل عندي) و (كم رجال عندي) كما تقول : مائة ثوب وثلاثة أثواب.
وإنما جاء مفردا ؛ لأن العد الكثير مميزه كذلك وإنما جاء مجموعا ؛ لأن العدد الكثير فيه ما ينبئ عن كثرته صريحا ولما كان هذا ليس مثله في التصريح بالكثرة جعل
__________________
(١) جريا على الأصل كسائر المميزات لكون المميز فضيلة وكونها ثقيلة ؛ لأنها لا يحتاج إليه مفتقرة إلى التخفيف وكون المفرد أخف من غيره والنصب أخف من أخواتها ولا يجوز جمعه خلافا للكوفيين.
(٢) أي : المتوسط بين القلة والكثرة كذا في الرضي فاقل مراتب العدد الآحاد وأكثرها المأت إلى ما يتناهى وما بينهما متوسط ولعل هذا بناء على الفرق وإلا فقد عددا الثلاثة من الكثير كما سيجيء عن قريب حيث قالوا ؛ لأن العدد الكثير مميزه كذلك ومثلوا لذلك قوله : (ثلاثة رجال). (وجيه).
(٣) فإن قلت : جعله كالوسط أيضا تحكم؟ قلت : الوسط لا يساوي شيئا من الطرفين في كونه ظرفا ويميز عنهما وسطا فلا تحكم فلا حاجة في إخراجه عن التحكم إلى ما قاله الهندي أنه أكثر ولا إلى ما ذكره الرضي أن السائل في الأغلب لا يعرف القلة والكثرة فحملها على الدرجة الوسطى أولى وإلا وجه أن يقال نصب مميزكم الاستفهامية ؛ لأنه جعل مميزكم الخبرية كالطرفين دفعا للتحكم فلو جعل مميزكم الاستفهامية مثلها أو مثل أحدهما لالتبس بكم الاستفهامية فجعل كالوسط تمييزا ؛ لأن كم الخبرية متقدمة على الاستفهامية ليكون الاستفهام فرع الخبر فجعلت كالطرفين ؛ لأن الطرفين متقدم على الوسط. (قاضي محشي).
(٤) أي : ترجيحا بلا مرجح لتساويهما في الظرفية بخلاف وسطه ؛ إذ لا تساوي شيئا بينهما مع أن فيه لرجحان أيضا ؛ لأن خير الأمور أوسطها. (وجيه الدين).
(٥) وفيه وجه آخر وهو أن يقال انتصاب المميز في الاستفهامية وانجراره بالخبرية لأجل لفرق بينهما ثم الجر بالخبرية أولى لما أنها نقيض فحملت عليها. (كافية).
(٦) وعند الفراء جره بمن المقدرة ويجوز عمل الجار هنا وإن كانت مقدرة دخول من على مميز الخبرية والشيء إذا عرف في موضع جاز تركه لدلالة الموضع عليه. سيد عبد الله.
(٧) وهو التأكيد معنى الكثرة وظهور معناها في اللفظ بخلاف العدد الصريح كالمائة حيث لا يحتاج ثمة إلى تأكيدها. (خبيصي).