تحت ثقلها وينادي على بضاعته ونوعية التمر الجيدة وسعره. وثمة رجل يعتمر عمامة يسير جيئة وذهابا وهو يحتذي صندلا في قدميه. وعلى مسافة قريبة بعض القصابين الذين يوزعون لحم البقر والضأن على الناس المتجمهرين من حولهم بعد أن يزنوها بميزان خشبي فج تستخدم فيه الحجارة بدلا من المعايير المألوفة.
الاثنين ، التاسع والعشرون من فبراير / شباط : بعد أن غادرنا (بركاء) في الساعة الثامنة ، شرعنا باجتياز مختلف القرى والمدن الواحدة تلو الأخرى ، وقد أوردتها كلها على الخارطة. يتم صيد الأسماك في هذه البقعة بكميات كبيرة باستخدام شباك يبلغ عمقها عدة مئات من الأقدام ، ويتم نقلها بالقوارب. ويثبت الجزء العلوي منها بقطع خشبية صغيرة تصنع من سعف النخيل في حين أن الجزء الأسفل مثقل بالرصاص. ويرتبط بكل جانب من الشبكة حبل ويفيد في سحبها إلى الساحل بثلاثين أو أربعين رجلا. وبهذا فإن كمية السمك الذي يتم اصطياده عظيمة جدا. وبعد أن يستهلكوا حاجتهم منه ، يتم تمليح القسم الباقي ونقله إلى الداخل. وعند ما تكون الشباك ملكا عاما للقرية كلها ، وهذا أمر مألوف ، فإن الإنتاج يوزع بين أفراد القرية جميعا ، حيث يقتسمونه بالتساوي. أما إذا كانت ملك أشخاص معينين ، أو ملك إحدى الشركات ، فإن أولئك الذين يسهمون بالمساعدة يحصلون على ما يوازي جهدهم في الصيد.
عند وصولنا أول مرة إلى (المصنعة) ، توجهت بادئ ذي بدء إلى منزل الشيخ ، وبعد انتظار قرابة ساعة في الفناء وسط عبيده ودون أي حماية من الشمس ، انتابني الغضب إلى حد ما ، وتوجهت إلى بستان نخيل صغير يبعد قرابة ميل من المدينة حيث نصبنا خيمتنا.
في صباح اليوم التالي زارني الشيخ الذي جاء مستفسرا عن سبب مغادرتي البلدة دون رؤيته. وحاول أن يبدو بمظهر أو بحالة سيئة بقدر ما تسمح له به هيئته وأخذ يروح جيئة وذهابا أمام أتباعه الذين كان يبلغ عددهم حوالي ثلاثين رجلا. وبعد أن جلس ، وأوضح سبب زيارته ، شرحت له ببساطة إنه ليس من عاداتنا المألوفة أن نظل واقفين في انتظار أي شخص أمام بابه مدة طويلة كالمدة التي قضيتها في انتظاره عند باب بيته ، وقلت له إنه إذا كان يدرك ذلك فإنني أشعر بالأسف حقا لأنه لم يعر أهمية تذكر لشخصية ضابط إنكليزي