المهملة وأنواع عديدة من الشوك البحري. لقد كان ساحل البحر يتكون بالدرجة الأساس من أجزاء متناثرة من المحار الممتاز ولهذا جمعت عددا من الأنواع الجميلة جدا منها.
في الساعة الثالثة والنصف وصلنا إلى (السويق) ووجدنا الشيخ غائبا يبحث عن الوهابيين الذين كانوا على مقربة من المكان كما قيل. غير أن زوجة الشيخ استقبلتنا بكل حفاوة وأمرت بإعداد بيت ومأوى لنا في الحال. وكانت أوامر هذه السيدة دقيقة وواضحة. فقد قالت مخاطبة عبيدها : «اسهروا على راحة هؤلاء السادة ، ولا تتركوهم بحاجة إلى أي شيء وإلا فسوف تقطع أعناقكم». وعلى هذا الأساس حظينا بكل أنواع الطعام الطيبة التي قدمها لنا مطبخ الشيخ.
وعند الغروب عاد الشيخ بعد رحلة بحث خائبة. كنت قد أتيت برسالة إلى هذه الشخصية المتميزة من حكومة بومباي ، إذ كان يعتقد بأنه ذو نفوذ واسع على البدو في المنطقة الشمالية من عمان. وربما لم يبعث في نفسه شيء من السرور والارتياح قدر ما بعثته هذه الرسالة ، ولهذا فإنه لهذا السبب من جهة ، ولطبيعته المحبة لضيافة الآخرين عن جهة أخرى ، سهر على راحتي خلال إقامتي.
يبلغ (السيد هلال) (١) وهو ابن عم (السيد سعيد) الخامسة والثلاثين من العمر. أما من حيث شخصيته فهو يأتي بالمرتبة الثانية بعد الأمير نفسه. وهو شخص ذو قامة فارعة ، وشخصية مهابة وبارع في كل الفنون الحربية. ويحب الصيد وبقية أنواع الرياضة حبا شديدا. وعلى الرغم من هزاله ، فإنه يعد أقوى بني قومه إضافة إلى رشاقة حركته. كما أنه شديد السخاء. وقد سمعت العرب في مسقط يذكرون أنه عند زيارته الإمام تلقى هدية منه مقدارها ثمانمائة أو ألف دولار. وما أن مضت ساعتان على استلامه الهدية حتى وزعها كلها بين أتباعه.
عند ما كانت المراكب تزور هذا الساحل سنة (١٨٢٨) ، كان جزء كبير من المناطق المحيطة به ، بما في ذلك بساتين كثرى Kothra الواسعة وغيرها من العديد من المدن على
__________________
(*) هو هلال بن محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي ابن عم السيد سعيد. اغتيل سنة ١٨٦٢ م في مكيدة خطط لها وراح ضحيتها قيس بن عزان كما تشير إلى ذلك المصادر التاريخية العمانية.