ولا تفلح أمة ولا تحصل على نجاح تام إلا باعتصامها بعقائد الدين ونواميس الطبيعة والتمسك بعروة المساواة البشرية ، وسعادتك قد وطدت أساس هذه المآثر بسعيك في إبطال تجارة الرقيق الذميمة وترويج تجارة جديدة وتوسيع نطاق الحضارة الحميدة".
" ولم يبق على سعادتك سوى أن تصرف همتك إلى استئصال الرقّ وفتح مواني (١) ممالكك البحرية وأنهرها العظيمة لسير السفن الأوروبية ترويجا لمصالح شعبك ومصالح التجار أجمعين ، فيكثر الغنى في بلادك السعيدة ، وتعمر مملكتك المخصبة ، فإنها ذات تربة حسنة لا مثيل لها. فإن فعلت هذا ذخرت (٢) لك اسما شريفا في صحف التاريخ ، وخلّدت ملكك ، ونلت من الله ـ سبحانه وتعالى ـ ثوابا عظيما في الدنيا والآخرة".
" أما السياح الذين طافوا في بلاد أفريقية ، فقد نقلوا إلى جمعيتنا أخبارا يعزّ (٣) علينا أن نسرد ذكرها على مسامع سعادتك. فقد قالوا : إن أكثر النخّاسين يجتمعون إلى زنجبار ، ويجهّزون سفنهم في أسواقها ، ويسافرون منها بحرا في طلب الرّقيق ، ومتى نالوا ما تمنّوا من صيد أولئك الزنوج المنكودي الحظ رجعوا إلى زنجبار ، ونفقت (٤) تجارتهم في أسواقها. فلا يخامرنا ريب في أن هذا لا يسرّ سعادتك ، ولا تطيب نفسك الكريمة بهذه الأرباح الذميمة ، وأنك لتفرغن جهدك في إبطال هذه المنكرات القبيحة التي [ليس](٥) فيها خير للأمة والملك".
" ونطلب إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يطيل عمرك بالسعد والإقبال ويؤيدك في عمار تلك البلاد لترى بعينيك نجاحها وفلاحها في عز وأمان. آمين".
__________________
(١) أوب : ميناء
(٢) ب : سجلت
(٣) أ : يغث
(٤) أ : نفقوا
(٥) زيادة يقتضيها المعنى