فلما انتهى الخطيب من كلامه نهض الدكتور باجر وقرأ رقعة من الرّقّ على لسان سعادة السلطان في جواب الخطاب السابق ذكره. وهذه ترجمة فحواها :
" أيها السادات أعضاء الجمعية البريطانية والخارجية المؤلفة لإبطال تجارة الرقيق صانكم الله".
" أما بعد فشكرا لكم على ترحيبكم بقدومنا إلى بلادكم السعيدة. ونحن قد سررنا كثيرا بمشاهدتكم. أما إبطال تجارة الرقيق من أملاكنا فلا بد منها ، وإن شاء الله صرفنا (١) تمام الهمّة إلى القيام بما وعدنا به الدولة البريطانية. ولكن لا يخفى على فطنتكم الزكية ـ أيها السادات الكرام ـ أن تجارة الرقيق قد تأصّلت وتشعّبت في أقطار أفريقيا الواسعة من أجيال قديمة ، ولا يتيسر لنا استئصالها حالا في برهة وجيزة من الزمان. ولنا ثقة تامة في أن جمعيتكم الغيورة والشعب البريطاني معا قد أدركتم ما قاسيناه من العناء والمشقات في هذه المسألة وما خسرناه من الأموال من جراء ذلك. ومازلنا نصرف الهمّة إلى إقناع شعبنا باستماع نصائحنا والسلوك بحسب مشورتنا ابتغاء إرضاء الأمة البريطانية العظيمة. فإنها ـ لا جرم (٢) ـ قد سعت في إصلاح بلادنا وتوسيع نطاق الحضارة في ملكنا بسخاء وهمّة علياء. فنكرّر الثناء على مآثركم الحميدة ولا ننسى مكارمكم العميمة.
حرر بلندن لأربعة عشر خلت من جمادى الثانية سنة ١٢٩٢ هجرية"
ثم طوى القس جرجس باجر رقعة الرّقّ وسلمها إلى رئيس الجمعية. وفي أثناء ذلك خطب خطبة وجيزة من تلقاء نفسه قال فيها :
" أيها السادات الكرام قد صدق السيد برغش فيما قال ، وأصاب غاية الصواب في إيراده (٣) على مسامعكم كثرة المصاعب التي ألّمت بسعادته والخسائر التي تكبّدها ، فانه خسر
__________________
(١) ب : سنبذل
(٢) ب : لا شك
(٣) ب : سرده