نحو ١٠٠٠٠ ليرة سنويا من جراء إبطال تجارة الرقيق من بلاده. وليس بخاف عليكم ما لسعادته من البلاد الواسعة مساحة والشاسعة مسافة وأملاكه في أصل البر تبعد عن سواحل البحر والبنادر ، ويصعب على رجاله السعي في أثر النخاسين وجلابة الرقيق في تلك القفار العسيرة المفاوز. ومن يطالع خريطة تلك البلاد لا يدرك ما يدركه من جاب بنفسه تلك القفار التي ليست سهلة ملسة كما يراها الناظر مرسومة على القرطاس".
ثم نهض السارجون كنواي وشكر لسعادة السلطان اقتباله (١) لأعضاء تلك الجمعية وقال : " قد عرفنا حقّ المعرفة ما قاساه السيد برغش من العناء وتكبّده من الخسائر. وقد صمّمت تلك الجمعية على صرف الهمّة في تسهيل كل المصاعب وتعويض كل الخسائر".
فلما عرضت ترجمة هذا الكلام على سعادته قال : " حبّذا ما قلت أيها السار الجليل! وهذا غاية ما نتمناه". قال هذا ، وودع أعضاء الجمعية المومأ إليها ، وصرفهم بسلام.
وفي الساعة الرابعة بعد الظهر خرج السلطان يريد بستان أورسيل لوج ويمبلدن (٢) ، وكان السار بارتل فراير قد أولم لسعادته في ذلك البستان وليمة فاخرة.
ولما وصل إلى البستان لاقاه (٣) السار بارتل فراير بغاية الترحاب والبشاشة ، وسار بسعادته إلى السيدة لادي بارتل قرينته ، فسلّمت على سعادته بلطف وأنس لا مزيد عليهما. وكان في ذلك البستان كثيرون من الأشراف ووجوه الشعب البريطاني مدعوّين إلى تلك الوليمة المفعمة سرورا وحبورا.
فصرف السيد برغش يومه وعاد إلى قصره في أمان الرحمن.
__________________
(١) ب : استقباله
(٢) ضاحية من ضواحي لندن المشهورة بحدائقها وتنظيمها لعدة ألعاب رياضية مثل التنس. فصل :
٦٩٣ / ١٢ : Wimbledon : N.E.B
(٣) ب : استقبله