يحرثون أراضيه ، ويزرعونها ، ويجمعون غلالها. فلما ورى (١) بأنّ الدولة البريطانية تريد إبطال الرقيق وتحريرهم. زعم أن ذلك سيترتب عليه خراب دياره لا سمح الله. ولكن لمّا رأى ما آلت إليه بلاد زنجبار من الصلاح والنجاح عقيب (٢) إبطال تجارة الرقيق قال : ما كنت أظن أن تضحى عاقبة هذا التغيير حميدة ومفيدة كل هذه الإفادة! "
" والآن (٣) ما بقي لنا سوى أن نطمع في همة وعناية تجار الإنكليز من أصحاب الثروة والغنى (٤) أن يقصدوا بلاد زنجبار بأموالهم الوافرة وينشئوا فيها بيوت تجارة واسعة : فإنها أحسن بلاد أفريقية موقعا ، وأغناها محاصيل ، وأخصبها تربة. وفيها مرافئ عديدة أمينة للسفن والمراكب ، ويقصدها أكبر تجار بلاد الهند وغيرها. ولها وال حكيم ذو همّة عالية ، ورأي سديد ، يسهر ليلا ونهارا على نجاح بلاده ، وخير رعاياه. ولا خير في حاكم لا يشابه سعادة السيد برغش في الحزم والعزم. فلله درّه من حاكم عادل ، ووال كامل! خلّد الله ملكه على دعائم المجد والإقبال ما تعاقبت الأيام ، وتوالت الأجيال! "
وفي ختام هذا الخطاب هتف جميع الحاضرين بصوت الحبور وقالوا : " حبّذا! حبّذا السيد برغش سلطان زنجبار! فليحي منصورا بالعز والفخر! آمين".
وفي أثناء ذلك ختمت الوليمة في سرور وحبور وخرج السلطان بحشمه يريد منزله بعد أن ودع عمدة لجنة السماكين وزعماءها. وفي الغد أرسلت (٥) العمدة إلى سعادة السلطان والى كل من كان معه في الوليمة صناديق مملوءة من الحلوى حسب عادة لجنة السماكين القديمة التي أسلفنا ذكرها.
__________________
(١) ب : علم
(٢) ب : عقب
(٣) والآن : ساقط في ب
(٤) أ ، ب : الغنا
(٥) ب : أرسل عمدة