وكل راية ذات نقش تدل على كلام (١) : فمتى طلب القبطان شيئا نشر على رأس الدقل (٢) الرّاية التي تدلّ على مطلوبه فيفهمها الناظر إليها من بعيد ويرفع له الراية التي تدل على جواب مطلوبه.
وهذا علم جزيل الفائدة للقباطين يتمكنون به من مساعدة بعضهم في حدوث الأخطار. فإذا عرض لمركب حادث مهلك أو كان مشرفا على الغرق أو محتاجا إلى مؤونة ورأى قبطانه مركبا آخر مارّا على مسافة بعيدة عنه لا يصل صوته إلى مسامع قبطانه ليستغيثه بالكلام أخذ بطلب إغاثته بواسطة إشارات الرايات ، وحصل منه على الفرج.
فبهذه الطريقة أفهم قبطان باخرة السلطان المتوظفين في إدارة التلغراف (٣) أنه حامل في مركبه جلالة السيد برغش سلطان زنجبار ، وأنه يريد الذهاب إلى مدينة ليسبون (٤) ويكون وصوله إليها في وقت كذا إن شاء الله تعالى. ففهم المتوظفون في إدارة التلغراف كلامه ، وأرسلوا ذلك الخبر بسلك الإشارة إلى مدينة ليسبون.
وبلغ ملك البورتكال (٥) خبر وصول سعادة السلطان برغش إلى ليسبون في أقرب وقت ، وأمر باستحضار قصر جميل لسكنى سعادته عند وصوله بالسلامة.
وفي اليوم الثامن والعشرين وكان نهار الجمعة وصلت الباخرة إلى ميناء مدينة ليسبون.
__________________
(١) هو التلغراف
(٢) ب : الراية
(٣) هو نقل الكتابة على مسافات بعيدة بواسطة آلة بصرية أو كهربائية. أول محاولات هذا الاختراع تمت سنة ١٧٩٢ لكن مورس الأمريكي (١٧٩١ ـ ١٨٧٢) هو الذي طوّره ، فصل : ٧ ـ ١١٧٣٥ / ١٩ : Telegraphie : G.E
(٤) نطق حرفي للفظة الفرنسيةLisbonne وهي لشبونة عاصمة البرتغال ، تقع على المحيط الأطلسي (وبالرتغالية والإنكليزية : Lisboa) ـ فصل : ٣٩٢ / ٧ : Lisboa : N.E.B
(٥) نطق حرفي للفظةPortugal أي : البرتغال