الأجناس. فحضر رجال الدولة إليه نهار الخميس ١٧ جون (حزيران) أي يونيو ، والتمسوا منه أن يشرّف ذلك البستان بزيارته إيّاه ، فسرّ بطلبهم ، وركب في معيتهم ، وذهبوا إلى البستان.
فلمّا دخلوه أخذوا يفرّجونه على الحيوانات بأنواعها متنقلين من محلّ إلى آخر.
فإنّ أصحاب هذا البستان قد بنوا بيوتا من حجر وقرميد وخشب لكلّ نوع من أنواع الوحوش الضارية : كالسباع والنمورة والضباع والخيل والبغال والحمير والغزلان والأفيال وخنازير بحر النيل وسباع البحر والزرافة (١) والدببة والذئاب والأرانب والثعالب والقنافد والتماسيح ووحيد القرن والقندس (كلب الماء) والثعابين (٢) والحيات والأفاعي والنسور والصقور (٣) والحمام واليمام والطاووس وطيور الفردوس وكل أنواع طيور السماء وأسماك البحار.
وقد سرّ السلطان بمشاهدة هذه الحيوانات وحسن ترتيب مساكنها ونظافتها وحسن الاعتناء في القيام بمعاشها.
وبعد أن فرغ السيد الكريم من الفرجة على هذه الحيوانات شكر أصحاب البستان ، وأعرب لهم عن سروره بما رآه من حسن اعتنائهم.
ثم خرج في حشمه ورجال الدولة البريطانية يريد الذهاب إلى إدارة البوسطة (٤) البريطانية للفرجة على هذه الإدارة التي لا نظير لها في حسن الإتقان بأوروبّا كلها.
__________________
(١) أ ، ب : الظرافة
(٢) أ : السعادين
(٣) أ : الصقر
(٤) نطق حرفي للكلمة الفرنسيةPoste ، وهي تعني البريد ، ولمزيد التعرف إلى إدارة البوسطة البريطانية ينظر فصل :
٦٣٨ / ٩ : Postal system : N.E.B