لجميع الناس ، وقرّر على الكلأ الذي ترعاه البهائم مالا سماه المراعي ، وقرّر على ما يطعم الله من البحر مالا وسماه المصايد إلى غير ذلك ، فانقسم حينئذ مال مصر إلى خراجيّ وهلاليّ ، وكان الهلاليّ يعرف في زمنه وما بعده : بالمرافق والمعاون ، فلما ولي الأمير أبو العباس أحمد بن طولون إمارة مصر ، وأضاف إليه أمير المؤمنين المعتمد على الله الخراج والثغور الشامية ، رغب وتنزه عن أدناس المعاون والمرافق ، وكتب بإسقاطها في جميع أعماله ، وكانت تبلغ بمصر خاصة ، مائة ألف دينار في كل سنة ، وله في ذلك خبر فيه أكبر معتبر قد ذكرته عند ذكر أخبار الجامع الطولوني من هذا الكتاب ، ثم أعيدت الأموال الهلالية في أثناء الدولة الفاطمية عند ما ضعفت ، وصارت تعرف : بالمكوس.
فلما استبدّ السلطان الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب بملك مصر ، أمر بإسقاط مكوس مصر والقاهرة. فكتب عنه القاضي الفاضل مرسوما بذلك ، وكان جملة ذلك في كل سنة : مائة ألف دينار.
تفصيلها : مكس البهار وعمالته : ثلاثة وثلاثون ألفا وثلثمائة وأربعة وستون دينارا ؛ مكس البضائع والقوافل وعمالتها : تسعة آلاف وثلثمائة وخمسون دينارا ؛ منفلت الصناعة عن مكس البز الوارد إليها والنحاس والقزدير والمرجان والفاضلات : خمسة آلاف ومائة وثلاثة وتسعون دينارا ؛ الصادر عن الصناعة بمصر : ستة آلاف وستمائة وستة وستون دينارا ؛ سمسرة التمر : ثلثمائة دينار ؛ الفندق بالمنية عن مكس البضائع : ثمانمائة دينار وستة وخمسون دينارا ؛ رسوم دار القند : ثلاثة آلاف ومائة وثمانية دنانير ؛ رسوم الخشب الطويل والملح : ستمائة وستة وسبعون دينارا ؛ رسوم العلب المنسوبة إلى بلبيس والبوري : مائة دينار ؛ رسوم التفتيش بالصناعة عن البهار وغيره : مائتان وسبعة عشر دينارا ؛ خيمة أرمنت عن الوارد إليها : سبعة وستون دينارا ؛ فندق القطن : ألفا دينار ؛ سوق الغنم بالقاهرة ومصر والسمسرة وعبور الأغنام بالجيزة : ثلاثة آلاف وثلثمائة وأحد عشر دينارا ؛ عبور الأغنام والكتّان والأبقار بباب القنطرة : ألف ومائتا دينارا ؛ واجب ما ورد من الكتان الحطب إلى الصناعة : مائتا دينار ؛ رسوم واجب الغلات كالحبوب الواردة إلى الصناعة ، والمقس والمنية والجسر والتباين ، ومفالت جزيرة الذهب ، وطموه ومنبر الدرج : ستة آلاف دينار.
مكس ما يرد إلى الصناعة من الأغنام : ستة وثلاثون دينارا ؛ الأغنام البيتوتية ؛ اثنا عشر دينارا ؛ العرصة والسرسناوي بالجيزة ، ومكس الأغنام : مائة وتسعون دينارا ؛ منفلت الفيوم عما يرد من الكتان من القبلة ، ومن البضائع الواردة من الفيوم وغيره : أربعة آلاف ومائة وستون دينارا ؛ مكس الورق المجلوب إلى الصناعة ، ورسم التفتيش : مائتا دينارا ؛ الحصة بساحل الغلة والأقوات والرسائل : سبعمائة وثمانية وستون دينارا ؛ دار التفاح والرطب بمصر والعرصة بالقاهرة : ألف وسبعمائة دينار ؛ رسم ابن المليحي : مائتا دينار ؛ دار الجبن : ألف