المحرّم من السنة التي هاجر نبينا ، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة تسعمائة سنة وثلاث وثلاثون سنة ، ومائة وخمسة وخمسون يوما.
وبينه وبين يوم الجمعة أوّل يوم من الطوفان : ألفا سنة وسبعمائة سنة ، واثنتان وتسعون سنة ، ومائة وثلاثة وتسعون يوما.
وبين ابتداء ملك بخت نصر ، وبين أوّل تاريخ الإسكندر ، أربعمائة وخمس وثلاثون سنة شمسية ومائتا يوم وثمانية وثلاثون يوما.
وقال أبو بكر أحمد بن عليّ بن قيس بن وحشية (١) في كتاب الفلاحة النبطية الشهر المسمى تموز ، فيما ذكر القبط بحسب ما وجدت في كتبهم اسم رجل كانت له قصة عجيبة طويلة ، وهو أنه دعا ملكا إلى عبادة الكواكب السبعة ، والبروج الاثني عشر ، وأن الملك قتله وعاش بعد القتلة ، ثم قتله قتلات بعد ذلك قبيحة ، وفي كلها يعيش ، ثم مات في آخرها.
وإنّ شهورهم هذه ، كل واحد منها ، اسم رجل فاضل عالم كان في القديم من النبط الذين كانوا ، مكان إقليم بابل قبل الكسدانيين ، وذلك أن تموز هذا ليس من الكسدانيين ولا الكنعانيين ولا العبرانيين ولا الجرامقة ، وإنما هو من الحزناسيين الأوّلين ولذلك يقولون في كل شهورهم : إنها أسماء رجال مضوا ، وإنّ تشرين الأوّل ، وتشرين الثاني ، اسما أخوين كانا فاضلين في العلوم ، وكذلك كان كانون الأوّل وكانون الثاني ، وإنّ شباط اسم رجل نكح ألف امرأة أبكارا كلهنّ ، ولم ينسل نسلا ، ولا ولد ولدا ، فجعلوه في آخر الشهور لنقصانه عن النسل ، فصار النقصان من العدد فيه ، والصابئون من البابليين والحزناسيين جميعا إلى وقتنا هذا ينوحون ويبكون على تموز في الشهر المسمى تموز في عيد لهم فيه منسوب إلى تموز ، ويعدّدون تعديدا عظيما ، وخاصة النساء ، فإنهنّ يقمن ههنا جميعا ، وينحن ويبكين على تموز ، ويهذين في أمره هذيانا طويلا ، وليس عندهم علم من أمره أكثر من أن يقولوا ، هكذا وجدنا أسلافنا ينوّحون ويبكون على تموز في هذا العيد المنسوب إلى تموز ، والنصارى تذكر أنهم يعملونه لرجل يسمى جورجيس أحد حواريّ عيسى عليهالسلام ، دعا ملكا من الملوك إلى دين النصرانية ، فعذبه الملك بتلك الفتلات ، فلا أدري وقع إلى النصارى قصة تموز ، فأبدلوا مكانها اسم جورجيس ، وخالفوا الصابئين في الوقت ، لأن الصابئين يعملون ذكران تموز ، أوّل يوم من شهر تموز ، والنصارى يعملون لجورجيس في آخر نيسان.
ويقال : إنّ بعض ملوك رومية زاد في شهور الروم ، كانون الثاني وشباط ، فإنّ شهورهم كانت إلى زمانه عشرة أشهر ، كل شهر ستة وثلاثون يوما.
__________________
(١) راجع ص ١٢٠ حاشية رقم (٢).