شكل الإنسان وغيره من الحيوان ، وكتابة كثيرة بالقلم المجهول ، وقلما ترى حجرا خلا عن كتابة أو نقش أو صورة.
وفي هذه المدينة ، المسلتان المشهورتان ، وتسميان مسلتي فرعون وصفة المسلة قاعدة مربعة طولها عشرة أذرع في مثلها عرضا في نحوها سمكا ، قد وضعت على أساس ثابت في الأرض ، ثم أقيم عليها ، عمود مثلث مخروط ينيف طوله على مائة ذراع ، يبتدئ من القاعدة ببسطة ، قطرها خمسة أذرع ، وينتهي إلى نقطة ، وقد لبّس رأسها بقلنسوة نحاس إلى نحو ثلاثة أذرع منها كالقمع ، وقد تزنجر بالمطر ، وطول المدّة ، واخضرّ ، وسال من خضرته على بسيط المسلة ، وكلها عليها كتابات بذلك القلم ، وكانت المسلتان قائمتين ، ثم خربت إحداهما ، وانصدعت من نصفها العظم الثقل ، وأخذ النحاس من رأسها ، ثم إنّ حولها من الأصنام شيئا كثيرا لا يحصى عدده على نصف تلك العظمى ، أو يليها ، وقلما يوجد في هذه المسال الصغار ما هو قطعة واحدة ، بل فصوصها بعضها على بعض ، وقد تهدّم أكثرها ، وإنما بقيت قواعدها.
وقال محمد بن إبراهيم الجزريّ في تاريخه : وفي رابع شهر رمضان ، يعني من سنة ست وخمسين وستمائة : وقعت إحدى مسلتي فرعون التي بأراضي المطرية من ضواحي القاهرة ، فوجدوا داخلها مائتي قنطار من نحاس ، وأخذ من رأسها عشرة آلاف دينار.
ويقال : إنّ عين شمس ، بناها الوليد بن دومع من الملوك العماليق ، وقيل : بناها الريان بن الوليد ، وكانت سرير ملكه.
والفرس تزعم : أنّ هرشيك بناها.
ويقال : طول العمودين مائة ذراع ، وقيل : أربعة وثمانون ذراعا ، وقيل : خمسون ذراعا.
ويقال : إنّ بخت نصر هو الذي خرّب عين شمس لما دخل إلى مصر.
وقال القضاعيّ : وعين شمس ، وهي هيكل الشمس بها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما ، ولا من شأنهما ، طولهما في السماء نحو من خمسين ذراعا ، وهما محمولان على وجه الأرض ، وبينهما صورة إنسان على دابة ، وعلى رأسهما شبه الصومعتين من نحاس ، فإذا جاء النيل ، قطر من رأسيهما ما تستبينه وتراه منهما واضحا ينبع حتى يجري من أسافلهما ، فينبت في أصلهما العوسج وغيره ، وإذا دخلت الشمس دقيقة من الجدي ، وهو أقصر يوم في السنة ، انتهت إلى الجنوبيّ منهما ، فطلعت عليه على قمة رأسه ، وهما منتهى الميلين وخط الاستواء في الواسطة منهما ، ثم خطرت بينهما ذاهبة ، وجائية سائر السنة ، كذا يقول أهل العلم بذلك.