عز الدين خليل ، وركن الدين ، عمر ، فباعاها بعد مدّة للأمير : شيخو العمريّ ، فجعلها مما وقفه على الخانكاه والجامع اللذين أنشأهما بخط صليبة جامع ابن طولون خارج القاهرة ، فعمرت هذه الأرض بعمارة الجامع ، وسكنها الناس ، فصارت مدينة من مدائن أراضي مصر بحيث بلغت أنوال القزازين فيها (١) ، وترقى سنقر السعديّ في الخدم حتى صار من الأمراء ، وولي نقيب المماليك السلطانية ، وأنشأ المدرسة السعدية خارج القاهرة قريبا من حدرة البقر ، فيما بين قلعة الجبل ، وبركة الفيل في سنة خمس عشرة وسبعمائة ، وبنى أيضا رباطا للنساء ، وكان شديد الرغبة في العمائر محبا للزراعة كثير المال ظاهر الغنى ، ثم إنه أخرج إلى طرابلس ، وبها مات سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
تم الجزء الأوّل ، ويليه الجزء الثاني
وأوله : «ذكر تاريخ الخليقة»
__________________
(١) فراغ بالأصل.