وأجلهم كبارا. وقال المسعودي : لما فتح عمر بن الخطاب رضياللهعنه البلاد على المسلمين من العراق والشام ومصر ، وغير ذلك ، كتب إلى حكيم من حكماء العصر : إنا لناس عرب قد فتح الله علينا البلاد ، ونريد أن نتبوّأ الأرض ، ونسكن البلاد ، والأمصار. فصف لي المدن وأهويتها ومساكنها وما تؤثره الترب والأهوية في سكانها. فكتب إليه : وأما أرض مصر ؛ فأرض قوراء غوراء ديار الفراعنة ، ومساكن الجبابرة ذمّها أكثر من مدحها ، هواؤها كدر ، وحرّها زائد ، وشرّها مائد تكدر الألوان والفطن وتركب الإحن وهي معدن الذهب والجوهر ، ومغارس الغلات. غير أنها تسمن الأبدان وتسودّ الإنسان وتنمو فيها الأعمار وفي أهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة. وهي بلدة مكسب ليست بلدة مسكن لترادف فتنها واتصال شرورها.
وقال عمر بن شبه : ذكر ابن عبيدة في كتاب أخبار البصرة عن كعب الأحبار : خير نساء على وجه الأرض : نساء أهل البصرة إلا ما ذكر النبيّ صلىاللهعليهوسلم من نساء قريش ، وشرّ نساء على وجه الأرض : نساء أهل مصر.
وقال عبد الله بن عمرو : لما أهبط إبليس ، وضع قدمه بالبصرة ، وفرخ بمصر. وقال كعب الأحبار : ومصر أرض نجسة كالمرأة العاذل يطهرها النيل كل عام.
وقال معاوية بن أبي سفيان : وجدت أهل مصر ثلاثة أصناف : فثلث ناس ، وثلث يشبه الناس ، وثلث لا ناس. فأما الثلث الذين هم الناس : فالعرب ، والثلث الذين يشبهون الناس : فالموالي ، والثلث الذين لا ناس : المسالمة ـ يعني القبط ـ.