قال : وأخبرني الحسن بن علي ، نا أحمد بن سعيد ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عمي قال :
بعثت سكينة إلى أبي الزناد فجاءها تستفتيه في شيء فاطّلع أشعب عليه من بيت ، وجعل يقوقئ مثل ما يقوقئ الدجاجة ، قال : فسبّح أبو الزناد وقال : ما هذا؟ فضحكت وقالت : إنّ هذا الخبيث أفسد علينا بعض أمرنا فحلفت أن يحضن بيضا في هذا البيت ولا يفارقه حتى ينقف ، فجعل أبو الزّناد يعجب من فعلها.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير قال (١) :
قال الأصمعي ، وقال جعفر بن سليمان قال أشعب لابنه عبيدة : إنّي أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك ، قال : لم يا أبت؟ قال : لأني أكسب خلق الله لرغيف ، وأنت ابني قد بلغت هذا السن (٢) ، وأنت في عيالي ما تكسب شيئا ، قال : بلى والله ، إنّي لأكسب ، ولكني مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمّها.
تمّ هذا الجزء المبارك (٣).
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت ٤ / ٥٢٨ ـ ٥٢٩.
(٢) الطبري : بلغت هذا المبلغ من السن.
(٣) هنا ينتهي المجلد العاشر المخطوط ، من النسخة الظاهرية (السليمانية) التي اعتمدناها أصلا في عملنا ، ونبدأ بالمجلد الحادي عشر المخطوط من هذه النسخة ، ونعتمد إلى جانبها النسخة المغربية المرموز لها بحرف م ، والنسخة الأزهرية المرموز لها ب «ز» والمسماة بنسخة البرزالي.