أبي الجعد قال : قال قال أبو اليسر الأنصاري.
كنت جالسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال : يا رسول الله ، بعثتني في كذا وكذا ، فلمّا أتيت مؤتة ، وصفّ القوم ، ركب جعفر فرسه ، ولبس الدرع ، وأخذ اللواء ، فمشى (١) قدما حتى رأى القوم ، فنزل ثم قال : من يبلغ هذا الفرس صاحبه؟ فقال رجل : أنا ، قال : فبعث به ، قال : ثم نزع درعه فقال : من يبلغ هذا الدرع صاحبها؟ فقال رجل : أنا ، قال : فبعث بها ، قال : ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل ، قال : فتحجرت عينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم دموعا ، فصلّى بنا الظهر ولم يكلمنا ، قال : ثم أقيمت العصر ، فخرج فصلّى ثم دخل ولم يكلّمنا ، قال : وفعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل ولا يكلّمنا ، قال : وكان إذا صلّى أقبل علينا بوجهه ، فخرج علينا قبل الفجر في ساعة كان يخرج فيها ، وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس ، فجلس شيئا فقال : «ألا أحدثكم عن رؤيا رأيتها ، أدخلت الجنة فرأيت جعفرا ذا جناحين مضرّجا بالدماء وزيدا مقابله ، وابن رواحة معهم كأنّه معرض عنهم ، وسأخبركم عن ذلك ، إنّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه ، وزيدا كذلك ، وابن رواحة صرف وجهه» [٧٦٣٨].
رواه كاتب الواقدي عن بكر بن عبد الرّحمن قاضي الكوفة ، عن عيسى بن المختار ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي اليسر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار البقّال ، أنا محمّد بن علي الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلّابي ، نا أبي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عامر الأشعري اسمه عبد الله بن هانئ.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا : أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خياط قال (٢) :
أبو عامر الأشعري من ساكني الشام ، روى «نعم الحي الأسد والأشعريون» [٧٦٣٩].
اسم أبي عامر عبد الله بن هانئ ، ويقال : ابن وهب [ويقال : عبيد بن وهب](٣).
أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا عبد الواحد بن محمّد ، أنا
__________________
(١) الأصل : «فشا» وفي م : فثا وفوقها ضبة ، والمثبت عن المختصر ١٦ / ٤٣.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٢٧ رقم ٤٦١.
(٣) الزيادة عن م وطبقات خليفة.
(٤) الخبر التالي سقط من م.