ربيعة ، وأين الوليد بن عتبة ، وأين فلان بن فلان بئست عشيرة النبي كنتم وبئس بنو عمّ النبي كنتم ، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، قال عمر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله هل يسمعون كلامك السّاعة؟ قد جيّفوا؟ (١) قال : «والذي بعثني بالحقّ إنهم يسمعون كما تسمع ولكن لا يقدرون أن يجيبوا».
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الحسين الزهري البوشنجي (٢) ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب (٣) ، وأبو المحاسن أسعد بن علي الموفق بن زياد ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدّاودي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية الحموي (٤) ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشّاشي ، أنا عبد بن حميد الكشّي ، حدّثني علي بن عاصم ، عن حميد ، عن أنس قال :
لما هزم المشركون جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقام ثم أمر بأبي جهل بن هشام فسحب ، فألقي في القليب ، ثم أمر بعتبة بن ربيعة فسحب فألقي في القليب ، ثم أمر بأمية بن خلف فسحب فألقي في القليب ، وأبو حذيفة بن عتبة قائم إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يفطن له النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما نظر إلى أبيه سحب حتى ألقي في القليب تغيّر وجهه ، فالتفت إليه النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما رآه قد تغيّر وجهه قال : «يا أبا حذيفة كأنه ساءك ما صنعنا بعتبة»؟ قال : يا رسول الله ما بي ألّا أكون مؤمنا بالله ورسوله ، ولكن لم يكن في القوم أحد يشبه عتبة في عقله وفي شرفه ، فكنت أرجو أن يهديه الله عزوجل إلى الإسلام ، فلما رأيت مصرعه ساءني ذلك ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم خيرا ، فلما كان في جوف الليل خرج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسمعه أناس وهو ينادي في جوف الليل : «يا أبا الجهل بن هشام ، ويا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف أوجدتم ما وعدكم ربكم حقا ، فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقا» ، قال : فناداه العباس : يا رسول الله أتنادي قوما قد جيّفوا ، قال : «والله ما أنتم بأسمع مما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا» [٧٦٥٣].
قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني ، وأنبأنا أبو نصر (٥) محمود بن الفضل بن محمود الأصبهاني وجماعة ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا
__________________
(١) أي صاروا جيفا (اللسان).
(٢) الأصل وم : البوسنجي ، بالسين المهملة. قارن مع المشيخة ٥٢ / ب.
(٣) المشيخة ٢٣٩ / ب.
(٤) كذا بالأصل ، وفي م : «الحميدي» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩٢.
(٥) في م : أبو محمد نصر محمود.