النيسابوري يقول : لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة (١) ، وما كان الله ـ جل وعزّ ـ ليترك الأرض إلّا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو سعد الماليني.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف.
قالا : أنا عبد الله بن عدي ، نا أحمد بن محمّد بن سليمان القطان ، نا أبو حاتم الرازي ، حدّثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي ـ رضياللهعنه ـ وما خلّف بعده مثله ، علما وفهما ـ وقال حمزة : وفقها وصيانة وصدقا (٣) ، وهذا ما لا يرتاب فيه ، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله ، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، وأبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عبيد محمّد بن أبي نصر النيسابوري ، قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن علي العلوي الحسني يقول : سمعت القاسم بن بندار يقول : سمعت أبا حاتم الرازي يقول :
لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلّا في هذه الأمة ، فقال له رجل : يا أبا حاتم ربما رووا حديثا لا أصل له ، ولا يصح فقال : علماؤهم يسرقون الصحيح من السقيم ، فروايتهم ذلك للمعرفة ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها.
ثم قال (٤) : رحم الله أبا زرعة ، كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ قال : سمعت أبا الخطاب محمّد بن خلف بن جعفر البلخي ببخارى يقول : سمعت القاسم بن بندار الهمداني يقول : سمعت أبا حاتم الرازي يقول :
لم يكن في أمة من الأمم مذ خلق الله آدم أمة يحفظون آثار نبيهم غير هذه الأمة ، فقال رجل : يا أبا حاتم ، أهل الحديث ربما رووا حديثا لا أصل له ، ولا يحفظون ، فقال : علماؤهم
__________________
(١) زيد في تهذيب الكمال : «وكان لهم مثل أبي زرعة». ومكان هذه الزيادة في سير أعلام النبلاء : يعلم الناس.
(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٣٣ وباختصار في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٧٥ وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٢٧.
(٣) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وفي تاريخ بغداد : وحذقا.
(٤) تهذيب الكمال ١٢ / ٢٢٧.